| 264
.) 34 ) لفهم خطورة هذا الواقع( The Social Dilemma ( " المعضلة االجتماعية " تتأســس على افتراض غير " أخالقيات مضمون التواصل " باإلضافــة إلــى ذلك، فإن دقيق، مفاده أن مســتخدم منصات التواصل االجتماعي مؤهل للقيام باســتخدامات واختيــارات واعيــة ومؤهل لتقديــر مصلحته ولفهم الصواب، لــذا نحتاج فقط إلى استخدامه ببعض التوجيهات األخالقية، واألمر بخالف ذلك، لسببين اثنين: " تحسين " أوًلً: إن طريقة استخدام منصات التواصل االجتماعي، وفيسبوك خصوصًا، مصممة من قِبَل فريق من الخبراء المتخصصين في علوم مختلفة تجتمع على فهم الســلوك البشــري وتوجيهه، لذا فإن تلك المنصات مصممة عمدًا بشــكل يجعلك تستخدمها لفتــرة أطول وتدمن عليها، وبما يجعل اســتخداماتك تتجــه نحو اللهو والترفيه في الغالب. وباعتبار أن المنافسة بين مستخدم عادي وفريق من الخبراء، فالنتيجة ستكون محسومة مهما بلغت ثقافة المستخدم وعال وعيه. فإذا تأملنا في فيسبوك على سبيل المثال، ســنجد أن تصميم محتوياته على نحو خطي، يجعلك تنتقل باســتمرار من تدوينة إلى أخرى دون أي مثير (بالمعنى الســلوكي: مثير-استجابة) ينبِّهك إلى أنك وصلت نهاية ما أو تجاوزت حدود الوقت المسموح. وهذا التصميم غير األخالقي يدفعنا تلقائيًّا إلى قضاء وقت أطول مع فيســبوك.. كما أن الخوارزميات التي تحلِّل تفضيالت المستخدمين وتتغذى عليها لمحاصرتهم بالمحتويات التي ستروقهم، تسهم أكثر في تعزيز هذا اإلدمان. أما االنتقال الخطي بين تدوينات ال تخضع لمنطق وال تصنيف، فهو يصعب علينا القيام بتصفح واع وهادف، فأنت تتنقل خطيًّا من تدوينة مفيدة إلى تدوينة طريفة إلى فيديو محزن إلى تدوينة تجارية دون أي منطق واضح، جماهيرية " موضة " أو " تحديات " باإلضافة إلى تقديم بعض المواقف التافهة على أنها شائعة بين رواد فيسبوك. ويقودنا تأكيد تأثير طبيعة التصميم في أشكال االستخدامات إلى السبب الثاني. ثانيًا: يتمثَّل السبب الثاني بكل بساطة في الطبيعة البشرية، فمن غير العادل أن نتحدث اآلن عن كون فيسبوك وسيلة يمكن استخدامها بشكل إيجابي كما يمكن استخدامها بشــكل ســلبي، ومن غير العادل أن نعتبر أن الناس مذنبون في استخداماتهم السلبية لفيسبوك ومنصات التواصل االجتماعي، ألنهم يعلمون الصواب ويميزونه عن الخطأ، وألنــه قد تم اإلعالن عن المعاييــر األخالقية لتلك المنصات. فال يمكنك أن تخبر
Made with FlippingBook Online newsletter