265 |
أطفالــك الصغــار بأضرار تنــاول الحلوى وبفوائد تناول الطعــام الصحي، ثم تترك الحلويــات على الطاولة، وتتوقع منهم فعل الصواب وعدم تناول الحلوى. قد يقول قائل: إن المقارنة ال تصح، ألننا إزاء أطفال ال يملكون النضج العقلي الكافي لفهم خطاب العقل، وكان األولى بك إتْباع توجيهاتك بإخفاء الحلوى أيضًا. لكن هل أفراد المجتمع عقالنيون فعًلً؟ بين نوعين من التفكير: التفكير العقالني " علم اتخاذ القرارات " يميز المتخصصون في التأملي، والتفكير التلقائي الحدسي. فالعقالنيون من الناس يميلون إلى التفكير بروية وبعقالنية فيما يصادفهم من مواقف، ثم اتخاذ قرار منطقي يكون في الغالب األفضل لهم، أما التلقائيون فيتخذون قراراتهم بشــكل عفوي وســريع، وهي تُبنَى في الغالب .) 35 على العاطفة، أو الحدس، أو الصدفة، أو غيرها من األسس غير المنطقية( لكن األمر ليس بهذه البســاطة دائمًا؛ فجميع األفراد عقالنيون وتلقائيون في الوقت نفســه: فالشــخص المتعلم مث ًلً، قد يتخذ قراره بشأن شــراء سيارة بناء على أسس عقالنية، مثل نوع الســيارة المالئم لوضعيته األســرية، وعالقة السعر بقدراته المادية وبجودة السيارة.. لكنه أيضًا قد يتخذ قراره لشراء منتج استهالكي مثل غسول الشعر بشكل تلقائي، فيسارع باقتناء المنتج الذي يتزاحم عليه الناس، أو يشتري ببساطة أول منتج يصادفه على الرفوف... لذا اهتم العديد من الجهات بتحسين قدرات األفراد على اتخاذ القرارات الصحيحة، مع الحفاظ على مســاحة الحرية المالئمة. وهذا ما يسمى بتصميم االختيارات، وله تطبيقــات عديــدة: ففي إحدى المدارس التي تقدِّم وجبات الطعام، قام المشــرفون بالحفــاظ علــى نفس قائمة الطعام، لكــن مع تغيير وضعية األطعمــة وترتيبها أمام التالميــذ؛ وكانــت النتيجة تغيرًا ملحوظًا في الوجبات التــي بدأ التالميذ يختارونها. فحريــة االختيار مكفولة، لكن بتغيير طريقة عــرض الخيارات فقط، أصبح التالميذ .) 36 يختارون طعامًا صحيًّا أكثر( غير كافية، ألنها -أوًلً- تتأســس " أخالقيات مضمون التواصل " خالصة القول: إن على افتراض خاطئ بكون مســتخدمي منصات التواصل االجتماعي مؤهلين للقيام باستخدامات واعية وصائبة؛ وثانيًا: ألن منصات التواصل االجتماعي صُمِّمت بشكل غير أخالقي يدعم التوجه التجاري لمالكيها على حساب مصلحة المستخدمين. ويبقى
Made with FlippingBook Online newsletter