العدد 2 – يوليو- تموز 2023

25 |

الثقة، ولكن ما الدور األساسي -وليس المزعوم- لشبكات التواصل االجتماعي في موضوع االستقطاب؟ ال يتعلق األمر تحديدًا بوجود شبكات التواصل االجتماعي التي على أساسها نصبح استقطابيين، بل أظهرت البحوث المتخصصة أن هناك استقطابًا منذ األصل، وتنامى تحديــدًا في القرن الحادي والعشــرين. لذلك فــإن الفكرة هنا ال تعود إلى الجهات الفاعلة السياســية أو المؤسسات السياســية القائمة، وإنما الشرعية السياسية مسؤولة بعض الشيء في هذا الموضوع؛ إذ إن ثلثي األشخاص في العالم -بحسب أبحاثنا- ال يثقون في القادة السياسيين واألحزاب السياسية والمؤسسات السياسية. إن أزمة الثقة هنا تؤثر في كافة المجاالت: في النظام المالي والمؤسســات المالية، وفي الجهات الفاعلة اقتصاديًّا، وفي معظم األحيان في القادة الدينيين أيضًا مع بعض االستثناءات في بعض البلدان، وأيضًا انعدام الثقة في بعض القضايا الصحفية، وحتى في العلم، . هناك 19 مثــل أزمــة الثقة في اللقاح الذي جعلنا ننجو بحياتنا خالل جائحة كوفيد- عدد كبير من األشخاص الذين كانوا يعارضون هذا اللقاح جرَّاء انعدام الثقة بالعلم نفسه. ومن ثم فإن مسألة الثقة باتت ظاهرة بشكل كبير، وهنا تُطرَح مسألة الشرعية في هذا الفعل، وطبعًا انعدام التكافؤ من الناحية السياسية، والدعم المقدم من النظم؛ األمر الذي يؤدي إلى مزيد من البيروقراطية وتعاظم الفساد وغير ذلك؛ مما يؤثر في الدول نفسها. هناك أيضًا عوامل أخرى غير مُؤَسَّسِــية، فنحن على شــفير تحول تكنولوجي، وثمة أشــخاص يخافون من هذا التســارع التكنولوجي في العالم. لذلك فالناس ببســاطة خائفــون، ويُعد الخوف أكثر المشــاعر قوة وفعاليــة. إذن، هناك هذا الخوف الكبير الذي يؤثر في التواصل لدينا، وليســت هناك بِنَى للوســاطة، ألن الناس ليس لديهم ثقة في الكثير من هذه المؤسسات، وألن العالم أيضًا دخل في نوع من دوامة العنف في حياتهم اليومية، ونجد في معظم البلدان هذا الخوف من العنف في أذهان الناس. عــ وة علــى ذلك، ثمة الوعي بأزمة المناخ التي تؤثــر في الكائنات الحية بكوكبنا؛ ففي الواليات المتحدة -كما نقول- تتشكَّل العاصفة من دون أن تكون هناك إمكانية للسيطرة عليها من قبل كافة الفاعلين. وبخصــوص اســتخدام اإلنترنت، يمكــن القول: إن هناك بثًّا للمعلومــات المُضَلِّلَة

Made with FlippingBook Online newsletter