العدد 2 – يوليو- تموز 2023

275 |

. صعوبة التطبيق 3 ويبــدو مــن الصعب جدًّا تطبيق التصميم األخالقي، ألنه بكل بســاطة يهدد التوجه التجــاري لمنصات التواصل االجتماعي، وهذا ال يشــجعها على تبنيه. وإذا كان ما أوضحه الباحث ســابقًا بشأن هامش الحرية الذي يكفله التصميم األخالقي قد يقدم تشــجيعًا مقبوًل ويخفف من حدة مخاوف منصات التواصل االجتماعي، فإنه أيضًا ال ينبغي أن تدفعنا صعوبة تبني المقترح إلى اليأس، فكثير من المكتسبات التي ينعم بها الناس حاليًّا هي ثمرة نضال طويل واستماتة. لذا نحتاج إلى تكاثف الجهود بين الباحثين والجمعيات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني للضغط في هذا السياق، خصوصًــا أن منصــات التواصل االجتماعي مضطرة أص ًل لتبني سياســات ومعايير أخالقيــة تحت إكراه ضغوط الجهات المســؤولة أو المهتمة، وتحت إكراه الحفاظ على المستخدمين وطمأنتهم؛ لكن الشكل الذي تُصمَّم به تلك السياسات هو أقرب إلى التحايل التجاري الذكي الذي يحصر تلك األخالقيات في معايير محتوى التبادل، ويحجب التفكير في أبعاد أخرى مثل التصميم األخالقي. خاتمة اتجهت جهود العديد من األطراف لوضع أخالقيات تنظم استخدام شبكات التواصل االجتماعي، وهي تشترك في اقتراح مجموعة من الضوابط التي تحرص على ضمان مصداقيــة وصحة ما يتم تداولــه من معلومات ومعطيات من جهة. كما تحرص من جهة أخرى على ضمان عدم إساءة ما يُنشر من مضامين إلى فئات معينة من الناس، سواء عبر القذف أو التشهير أو أي شكل من أشكال التمييز واإلساءة. ويمكن أن نميز بين أربعة مســتويات لمعالجة أخالقيات اســتخدام مواقع التواصل االجتماعــي، وهي: مســتوى أخالقيات النشــر اإلعالمي المتخصــص على مواقع التواصل االجتماعي، ومســتوى أخالقيات االســتخدام الشــخصي لمواقع التواصل االجتماعي من قِبَل اإلعالميين، ومســتوى أخالقيات اســتخدام عموم الناس لمواقع التواصــل االجتماعي، ومســتوى المعايير األخالقية التي تتبنَّاهــا منصات التواصل االجتماعي وتعلن عنها.

Made with FlippingBook Online newsletter