العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 26

والمعلومــات الزائفة وغيــر ذلك، وهكذا دخلنا حقبة الالحقيقــة، كما أصبحنا في واقع تتحول فيه هذه الحقائق. والسؤال: لماذا يحصل ذلك؟ كما ذكرت سابقًا، فإن شركات التكنولوجيا التي تملك منصات التواصل تقوم على نموذج تجاري يهدف إلى زيادة التفاعالت، وكلما زاد ذلك زاد الكره بين الناس، وباتوا أكثر نشاطًا في عملية التفاعل بشأن هذه المعلومات. إذن، نظام التواصل الجديد لدينا يعتمد على السرعة العالية من خالل التطور التكنولوجي، كما أن التواصل الشامل المقسم يجعل األمور مُشَــخْصَنَة ومن ثم تصبح األمور ضمن سحابة غير مفهومة. ولكن هناك شيء آخر، ما هو في الحقيقة دور الممارسات اليومية على مواقع شبكات التواصل االجتماعي ضمن هذا اإلطار االستقطابي السياسي والثقافي؟ هذا أمر مهم جدًّا. نبدأ بواقع يتمثَّل في وجود اســتقطاب أيديولوجي وسياســي ينتشــر ويشيع في كل مــكان، وهو ليس خفيًّا بل يوجد عبر مصادر مختلفة ذكرت بعضها. بالنظر إلى هذا السياق: ما الدور المحدد والتأثير المحدد لمواقع التواصل في هذا االستقطاب؟ قد تكون لدينا وجهات نظر بالنسبة لهذه األسئلة، ولكن هنا يبرز دور العلوم االجتماعية التي قد تســاعدنا في اإلجابة عن هذه األســئلة الوجودية األساسية. بالنظر إلى إطار االســتقطاب السياسي واأليديولوجي ومع علمنا بوجود هذا السياق االستقطابي: ما دور شبكات التواصل االجتماعي في التصدي لهذا االستقطاب؟ بالنســبة لمن يعملون في كبرى المؤسســات يجب أن يتنبهوا لهذا الموضوع طبعًا. نحاول جميعًا أن نتوجه إلى مصادر المعلومات، والمواقع على شــبكات التواصل، تُشبِه ما نُفَكِّر به وتعكس وجهة نظرنا نحن لكي نؤكد ما نُفَكِّر به وليس لكي ندحضه. وهذا ما توصل إليه باحثو علم النفس من خالصات في دراستهم لمواقع التواصل، ألننــا عادة نميل إلى التشــكيك في كافة اآلراء ووجهــات النظر وحتى المعلومات التــي تعــارض آراءنا؛ إذ ترفض أغلبية الناس أن تُغيِّر رأيها؛ لذلك ترفض ما يتحدى رأيها. وهذا ما أشار إليه الباحثون والخبراء بعد مالحظاتهم ومراقبتهم للواقع. فهذه طريقة الســلوك اإلنســاني بصورة عامة. فاألشخاص المحافظون يرفضون أن يطلعوا على وســائل اإلعالم والقنوات اإلعالمية الليبرالية، والعكس صحيح. إذن، يرفضون االطــ ع على المعلومات التي تنقلها وســائل اإلعالم مــن الطرف اآلخر، وهذا ما توصل إليه مُحلِّلو البيانات. واألمر ســيان بالنســبة لمواقع التواصل االجتماعي؛ إذ

Made with FlippingBook Online newsletter