العدد 2 – يوليو- تموز 2023

27 |

تتشــكَّل في العادة هذه اآلراء في مواقع التواصل بحســب تماهينا مع الســلوكيات، وانعكاس هذه الســلوكيات يحصل بما نُســمِّيه غرفة الصدى، صدى الصوت، حيث يسعى الجميع لسماع صدى صوته، إن صح القول، أي أن يسمع وجهة نظر تُفَصِّل وتَدْعَم وجهة نظره. البروفيسور باربرا من خالل إحدى األوراق البحثية، وهناك الكثير من المراجع التي تؤكد ما أتحدث عنه، ترى أن االستقطاب الموجود في المجتمع هو الذي يُملي ويُؤطِّر هذا االســتقطاب في وسائل اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي وليس العكس صحيحًا. طبعًا مواقع التواصل لديها بعض التأثير. إذن، اآلراء االجتماعية تُوجِّه مواقع التواصل وليس العكس صحيحًا بالضرورة. كل ذلك منوط بكيفية بناء مواقع التواصل لهذا التفاعل. البروفيســور تاكل وغيره حلَّلوا هذه المسائل وقدَّموا ثالث خالصات أساسية: - أو ًلً: إن تعاظم االنقسام في مواقع التواصل االجتماعي يعكس االنقسام والتشرذم االجتماعي؛ األمر الذي من شأنه أن يخفض من جودة المعلومات السياسية. - ثانيًا: بالنسبة لمن يستهلكون المعلومات السياسية في مواقع التواصل االجتماعي بصورة عامة فهم معرضون أكثر لتنوع وجهات النظر من قِبَل أشخاص غير مُسْتَقْطَبِين. في الحقيقة، إن اســتخدام مواقع التواصل يُعزِّز من التســامح واالنفتاح على النقاش لمن ليسوا مُسْتَقْطَبِين، كما أن غالبية الناس في العالم ليست مُسْتَقْطَبَة، ولكن من هم مُسْتَقْطَبون واضحون ونشطون جدًّا في مواقع التواصل االجتماعي. - ثالثًــا: تبادل اآلراء ووجهات النظر السياســية واأليديولوجية على مواقع التواصل االجتماعي غالبًا ما يكون منتشرًا، وهذا يُسهم في االستقطاب السياسي أكثر. في هذا السياق، أشير إلى أن البروفيسور باربرا، أكبر الباحثين في هذا المجال، تقول إنها مســألة نزاع على الهوية وليس بالضرورة على مواقع التواصل االجتماعي التي % مــن التفاعل على مواقع التواصل االجتماعي 20 تؤثر في االســتقطاب. فأقل من يتضمــن مكونًا أو عنصرًا أيديولوجيًّا أو سياســيًّا. وقد يكــون الموضوع رياضيًّا أو اجتماعيًّــا أو فنيًّا وليس بالضرورة حكرًا على النقاشــات السياســية واأليديولوجية، ولكن المُسْتَقْطَبِين في هذا المجال هم األكثر نشاطًا في مواقع التواصل االجتماعي، وهذا ما أظهرته البحوث من دون أن يكون هناك ترابط وثيق بين استخدام اإلنترنت

Made with FlippingBook Online newsletter