العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 294

. سلطة الوقائع واختالف المنظور اإلعالمي 2 ، معنية أو ًل 1996 كانت قناة الجزيرة منذ تأسيسها، في األول من نوفمبر/تشرين الثاني بكســر وخلخلة عناصر النموذج اإلخباري لإلعالم الرســمي العربي، ولذلك جاءت نشرات األخبار والبرامج المختلفة للقناة عاكسة لممارسة إعالمية مغايرة، من حيث طبيعة ونوع األخبار وطرق تناولها. وقبل ظهور الجزيرة وتغطيتها لألخبار الساخنة، األميركيتان تهيمن " فوكس نيوز " و " سي إن إن " البريطانية و " بي بي سي " كانت قنوات كليًّا على تغطية األحداث العربية واإلسالمية الكبرى. وألننا ســنقتصر في هذا المســتوى التحليلي األول على الحدث األفغاني، نجد أن الجمهور العربي كان قبل ظهور قناة الجزيرة أســير تغطيات القنوات الثالث ســالفة ، أي بعــد ثالثة أعوام على انطالق الجزيرة، وبأمر من 1999 الذكــر. لكن في العام قيادة حركة طالبان، ممثلة في وزير خارجيتها آنذاك، وكيل أحمد متوكل، تم السماح ، بتغطية األحداث في أفغانستان، لكن غابت " سي إن إن " لكل من قناة الجزيرة، وقناة المحطــة األميركية عن الحدث. وهنا، ســتبرز أولى معالــم النموذج اإلعالمي لقناة ، " الحرب على اإلرهاب " الجزيرة في ســياق دولي حســاس انطبع بما أسمته أميركا . 2001 سبتمبر/أيلول 11 خاصة بعد أحداث )، أو حتى بعــد الحرب األميركية 1999 وتشــير المعطيــات في تلك الفتــرة (نهاية علــى أفغانســتان، إلى أن خطوة تأســيس مكتب الجزيرة في كابــل كانت تعبِّر عن رؤية إستراتيجية/استشــرافية في التعامــل مع جغرافية األحداث وتوقعها وتطوراتها، خاصة أن المكتب أُنْشِئ قبل الحرب على أفغانستان. وقد كان هناك نقاش مستفيض داخل إدارة القناة بشــأن أهمية فتح المكتب في كابل، وغلبت الرؤية اإلســتراتيجية ، وبؤرة صراع ستُغيِّر " برميل بارود " التي كانت تتوقع وتستشــرف تحول المنطقة إلى معالم السياســة الدولية. وجرى فتح مكتب متكامل يقوم على مدار الســاعة بإعداد تقارير وإرســال صور حية، وبث مقابالت مباشــرة مع قيادات ميدانية من أفغانستان، وأحيانًا أخرى يتم فتح تغطيات مباشرة وتقديم سردية مصورة مغايرة لما كان تُقدِّمه في السابق. " سي إن إن " قناة وتســاعدنا المادة األرشــيفية المتوافرة بمكتبة قناة الجزيرة في إبراز منظور المعالجة

Made with FlippingBook Online newsletter