العدد 2 – يوليو- تموز 2023

297 |

البحث عن قاعدة " أمــا المادة التحليلية الثالثة، فتتمثَّل في تقرير ميداني خاص حول ). فبعد إعالن حركة طالبان شكوكها بوجود قاعدة 11 ( " أميركية بوالية غزني األفغانية أميركية في والية غزني، نشــرت مجموعات من رجالها لتمشــيط المنطقة ودراســة الخرائط التي تم العثور عليها في مكان تحطم الطائرتين األميركيتين في مديرية ناور. وبذلك جاءت المادة الفيلمية للتقرير عبارة عن صور حدثية حول عميلة البحث عن " صحافة االستقصاء " القاعدة المفترضة. ويكشف التقرير مرة أخرى جانبًا من ملمح القائمة على التحقيق الميداني. ونستخلص من هذه النماذج التحليلية لتمظهرات النموذج اإلخباري لقناة الجزيرة أن ، أي " سلطة الوقائع " تغطية الحرب على أفغانســتان كانت مُؤَطَّرة بما يمكن تسميته بـ أن التغطية كانت محكومة بجملة من الوقائع التي فرضت نفسها عربيًّا وعالميًّا، وكان يجب نقلها للجمهور العربي والعالمي من منظور يستجيب لهوية القناة. وكشفت هذه التغطيات أيضًا أن ما نقلته الجزيرة عبر تقاريرها االســتقصائية وتحقيقاتها الميدانية، أو عبر الشــهادات الحية لضيوف غير مألوفين، أو التغطيات المباشرة، ما كان ليُقَدَّم في وسيلة إعالم أميركية أو بريطانية. وتشير سلطة الوقائع التي ميزت تغطية قناة الجزيرة إلى أن القصف األميركي لمكتبها ، كان بســبب تمكن 2001 أكتوبر/تشــرين األول 7 في العاصمة األفغانية، كابل، في النموذج اإلخباري لقناة الجزيرة من كسر الهيمنة اإلعالمية للنموذج الغربي، وتقديم ). لذلك فإن جميع 12 صورة جديدة ومغايرة ال يمكن لساسة الغرب أن يرضوا عنها( التغطيات الحية لتــــيسير عــــلوني إلى جانب التقارير اإلخبارية والمقابالت، كانت تشــتغل على قاعدة أن من يمتلك الصورة يمتلك ســلطة اإلخبار، واإلقناع والتأثير على أكبر قاعدة من الرأي العام العربي واإلســ مي. ومن ثم، شــكَّلت سيطرة قناة الجزيرة على تغطية الوقائع األفغانية أكبر نصر للجزيرة في مواجهة الوصاية اإلعالمية .) 13 والسياسية للواليات المتحدة األميركية وقنواتها( ) التي كانت لدى الجمهور 14 ومــن هذا المنظور التحليلي نجد أن الصورة الذهنية( العــام الغربي والعربي عن أفغانســتان، لم تعد هي ذاتهــا؛ إذ أصبحت هناك حقيقة إعالمية جديدة مغايرة بعد كســر هيمنة الشــبكات اإلعالمية األميركية على المشهد بي " ، وحتى " فوكس نيوز " و " ســي إن إن " اإلعالمي العام في أفغانســتان. فقد كانت

Made with FlippingBook Online newsletter