| 298
البريطانية، تحدِّد األولويات اإلخباريــة، ومن ثم الهيمنة على الرأي العام " بي ســي العالمي وتوجيهه أينما شاءت وكيفما أرادت، لكن غياب هذه القنوات الفضائية عن في أفغانستان، فسح المجال للجزيرة " الحرب على اإلرهاب " تغطية ما تسميه أميركا كي تُقدِّم منظورًا خاصًّا لهذه الحرب، وصورة ذهنية جديدة لتحل محل صورة ذهنية .) 15 مُقَوْلَبَة( وهكذا، فإن الصورة اإلعالمية في تغطية الجزيرة للحرب على أفغانستان تمثِّل خطابًا مَبْنِيًّــا، وتعبِّر عن أفكار ومدركات مغايرة للمنظور الغربي... تريد بناء حقائق جديدة تســاعد الجمهور العربي واإلســ مي وحتى الغربي على بناء إدراك جديد ال يخضع .) 16 بالضرورة للمنظور الغربي الجاهز والمؤطر والمُنمط( ومــن باب المقارنة بين أداء النموذج اإلخباري لقناة الجزيرة ونماذج إخبارية غربية، ) Thomas Johnson ، حاول الباحثان توماس جونســون ( " ســي إن إن " خاصة قناة )، اإلجابة عن ســؤال 17 ( 2008 وشــهيرة فهمي، في دراســتهما التي نشــرت عام سي " هل الجزيرة تمثِّل مقاب ًل موضوعيًّا لـ " اســتنكاري، وهو عنوان للدراســة أيضًا: المعروفــة بتقاليدها المهنية التي تقوم على الموضوعية في التعامل مع الخبر " إن إن . ورغم أن القيمة " والمصداقية في التعاطي مع الجمهور أم إنها بوق لتفريخ اإلرهاب؟ المضافة للدراسة تتحدد من خالل إنجازها في سياق زمني مطبوع بالحملة األميركية ، ودور اإلعالم في صياغة معرفة جديدة ليست " الحرب على اإلرهاب " على ما تسميه بالضرورة منســجمة مع الخيارات األميركية العامة، أو السلطة السياسية الحاكمة في العالم العربي، فإنها قدَّمت من خالل تحليل مواد أرشيفية للجزيرة أجوبة تنزع نحو الموضوعية عن جملة األسئلة المرتبطة بسياسة صناعة األخبار، وحق المواطن العربي في المعلومة الصحيحة. وأكد الباحثان، جونســون وفهمي، من خالل التركيــز على مفهوم المصداقية كفعل مركب يجمع أطراف الرســالة اإلعالمية، أن النموذج اإلخباري لقناة الجزيرة يعتبر )، وأن النقد أو االنتقاد الذي يُوجَّه لها من قِبَل الحكومة 18 مصدرًا موثوقًا لألخبار( األميركية، أو النظم االستبدادية العربية، دليل على مصداقيتها. ،) 19 وفي الوقت الذي نالحظ فيه تأكيد هذه النتائج في دراسات عربية متقدمة تاريخيًّا( فإن الدارســة ركزت على اختبار مجموعة من العناصر المرتبطة بصناعة الخبر، مثل
Made with FlippingBook Online newsletter