العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 302

وقد شــكَّل مشــهد انفعال مذيع قناة الجزيرة، محمد كريشان، وهو يقرأ خبر سقوط العاصمة العراقية، لحظة مهمة لكشــف تفاصيل الســردية العربية. وألن الجزيرة قناة فإن النَّفَس العربي واإلسالمي ظال حاضرين في التغطية " عربية االنتماء عالمية التوجه ، وطالما أن السردية الغربية " على مســتوى الخلفية المعرفية والنفســية لصناعة الخبر تسوغ لنفسها وللمدافعين عنها التذرع باألسلحة النووية الحتالل العراق وقتل األطفال والنســاء، فإن الســردية العربية لها كامل الحق في التفاعل مع الحدث من منظورها .) 23 ( " الخاص وحسب بنيتها المعرفية والنفسية وفي تغطية الجزيرة لليوم الثامن عشر من دخول القوات البريطانية إلى مدينة البصرة، وردت فــي التقرير الذي أنجزه الصحفي محمــد الكبير الكتبي تفاصيل جديدة عن حدث غزو العراق من قبل القوات البريطانية " تنازع السرديتين، العربية والغربية، تجاه المدججة بالطائرات والدبابات وهي تحتل أحياء المدينة، مع اختفاء جميع أشــكال خوف القوات الغازية وخشيتها من " ). وعبر مشــاهد التقرير نواجه بـــ 24 ( " المقاومة رصاص القناصة، وهجمات المقاومة ممثَّلة في فدائيي صدام، في مقابل أن المواطن ليتم بعدها التساؤل حول " العراقي كان يمارس حياته اليومية دونما خوف وال وجل مســتقبل مدينة البصرة خالل األيام والســنوات المقبلة بعد سقوط صدام، وهل من " . وعبر شــهادات العراقيين نكتشف أن القوات البريطانية " دور ممكن لحزب البعث؟ لم تتمكن من االســتجابة ألبســط احتياجات " تحرير العراق " التي جاءت من أجل الناس قي مدينة البصرة، كما أن أغلبهم يخاف من عودة غير منتظرة للمقاومة العراقية. ويكشــف مرة أخرى تنازع الســرديات في تغطية الجزيرة لحرب الخليج الثالثة أن النموذج اإلخباري للقناة الذي تزامن مع الســنوات الســبع األولى النطالق الجزيرة . فهناك ســردية " إســتراتيجية اإلحالل واإلبدال " كان محكومًا بآلية محددة تتمثَّل في عربية جديدة في مقابل ســردية غربية مهيمنة. وألن المنظور اإلعالمي مختلف فإن السردية العربية حلَّت محل الغربية التي اضمحلت. 8 وخالل تغطية قناة الجزيرة للحظة استشــهاد مراســل الجزيرة، طارق أيوب، في ، تتضــح معالم ذروة تنازع الســرديتين العربيــة والغربية. فقد 2003 أبريل/نيســان شــكَّل استهداف مكتب الجزيرة من قبل القوات األميركية رغبة في حجب الحقيقة، واستهداف صحفيي الجزيرة، وإسكات السردية العربية المغايرة بكل الطرق. وهو ما

Made with FlippingBook Online newsletter