| 306
، أن تجربتها تختلف عن القنوات األجنبية، 2005 في دراســته عن الجزيرة في العام ال تدافع عن الديمقراطية فحســب، بل تحفز على الفعل الديمقراطي في " فالجزيرة )، وكشــفت للمواطن العربي، عبر برامجها اإلخبارية والحوارية 33 ( " المنطقة العربية القائمة على النقاش السياســي، معنى الفعل الديمقراطي وممارســته، وقامت بدور المحفز للوعي السياسي العربي في عالقته بالشأن العام وتحقيق شروط التغيير. وبهذا أنهت ســنوات من " المعنى يتحدد الدور السياســي لقناة الجزيرة، حســب مايلز؛ إذ الظالم الذي امتد لعقود عاش فيها المواطن العربي فقط على ما تقدمه وسائل اإلعالم )، وتحولت إلى أداة للتربية على الديمقراطية، ومواجهة الرقابة في رقعة 34 ( " الحكومية جغرافية مطبوعة باالستبداد والتخلف وتبعية وسائل اإلعالم لألنظمة السياسية. وبذلك تكون الجزيرة وســيلة إعالمية إلعادة طرح القضايا السياســية على الجمهور العربي عبر نموذج إخباري يجد تمظهراته في نشرات األخبار والبرامج الحوارية التي البحث عن التوازن المفقود بين وجهات " تقوم على عرض الحقائق دون وساطات و حرية الرأي والتعبير " ، واإليمان بأن " النظر ومواجهة األخبار المزيفة والحقائق المغيبة .) 35 ( " وتقديم الحقيقة للرأي العام في العالم العربي اليوم مسألة ذات أولوية خاصة وتبــدو قيمة هــذه األفكار في كونها مقدمــة ضرورية لدينامية األحداث السياســية الكبرى التي أفضت إلى مرحلة الربيع العربي التي تشــكِّل التمفصل األســاس في مسيرة الجزيرة في عالقتها بالفعل السياسي العربي. فعبر تغطيتها للثورات العربية منذ شــراراتها األولى، ومواكبتها لتفاصيل الحراك الثوري العربي في ســاحاته المختلفة، ونوعية التغطيات التي تعتمد على التكنولوجيات ومشــاركة نشــطاء مواقع التواصل االجتماعي، قامت الجزيرة بدور محفز في الوعي بالفعل السياســي العربي الثوري في تونس ثم مصر وسوريا واليمن والبحرين واألردن والبحرين. وبهذا المعنى يكون النموذج اإلخباري لقناة الجزيرة وتفاعله مع التحوالت السياســية في الدول العربية منذ تســعينات القرن الماضي قد أســهم في إعادة صياغة ســردية التغيير العربي، بل يمكــن القول: إن النموذج اإلخباري لقنــاة الجزيرة وجد جميع تمظهراته ودينامياته في مرحلة ثورات الربيع العربي. فالتغطيات المفتوحة والمباشــرة على مدار الســاعة من الميادين والساحات العربية، والنقل الحي للمســيرات المليونية والمواجهات بين قوات األمن والمتظاهرين، التي
Made with FlippingBook Online newsletter