29 |
إذن، شبكات التواصل االجتماعي قد تُعزِّز االستقطاب ولكنها ليست مُسَبِّبًا له. هناك جهات سياسية فاعلة، ومجموعات محافظة أيضًا، وجهات يسارية متطرفة في بعض األحيــان، تدعم ماليًّا هذه الحمالت االســتقطابية على مواقع التواصل االجتماعي، وتتدخــل في هذه المواقع للســيطرة على الرأي العام عبــر بث المعلومات الخاطئة والمُضَلِّلَة، وهذا ما نُسمِّيه بالتزييف. وتتحول هذه األكاذيب في الحقيقة إلى أخبار؛ حيث نرى بطريقة خاطئة ومُضَلِّلَة وغير صحيحة سياسيًّا يقول شيئًا ما، وهو لم يقله في الواقع، بل يتم ذلك من خالل برمجية على الكومبيوتر؛ حيث يوضع هذا الكالم على لسانه وتخرج هذه المعلومات المُفَبْرَكَة والمُضَلِّلَة. هذه الحلقة قد تكون أُقْفِلَت. إذن، االستقطاب السياسي واأليديولوجي يتركز على أنشطة األقليات، التي تحاول أن تقف وتتصدى لهذا الخطاب االســتقطابي، وهذا يُعزِّز النشــاط على مواقع التواصل االجتماعي، وتســتفيد منه منصات التواصل التي ال تريد أن تحمل ســيف األخالق والتوجيه الصحيح، ألنها في النهاية قد تخسر من انحسار التفاعل الذي تتربح منه. باختصار، شبكات التواصل االجتماعي ال تخلق االستقطاب السياسي واأليديولوجي، بل وســائل تعكــس ما يحصل في المجتمع. هذا النظام السياســي صار مُسْــتَقْطَبًا ومُسْــتَقْطِبًا وليــس هناك تدخل كبير من المؤسســات ولكــن ضمن هذا اإلطار فإن شبكات التواصل االجتماعي تُعزِّز وتُعظِّم وتُوسِّع وتنشر هذا االستقطاب من خالل وجودها في الفضاء الرقمي.
Made with FlippingBook Online newsletter