العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 308

- تقرير عن ديكتاتورية ابن علي ومحاربته لإلسالميين. - تقرير عن الصدامات أمام مقر وزارة الداخلية. - تقرير عن مستقبل تونس بعد ابن علي. - تقرير بشأن النفوذ الواسع لزوجة ابن علي من خالل وثائق ويكيليكس. يوضح محتوى التقارير الســابقة أن قناة الجزيرة ســعت إلى تحقيق وظيفة اإلخبار بتفاصيل حدث هروب الرئيس، ابن علي، وتبعات هذا الهروب واألزمة التي ترتبت عنه، خاصة الجدل بشأن حالة الفراغ السياسي الذي عرفته تونس والصراع بين أنصار العهد القديم والمطالبين بالتغيير. لكن في المقابل نالحظ نزوعًا نحو التحليل والتفسير في تقريرين آخرين. فالتقرير الخاص بعرض تفاصيل حياة الرئيس، ابن علي، وتاريخه األمني حينما كان رئيسًا للمخابرات التونسية، ثم وزيرًا للداخلية وانقالبه على الرئيس األسبق، الحبيب بورقيبة، ودوره في مطاردة اإلسالميين، ثم التقرير اآلخر المخصص ألســرة الرئيس ودور زوجته ليلي الطرابلسي في بناء إمبراطورية اقتصادية من أموال الشــعب، ينتقــ ن من مجال اإلخبار إلى مجال التفســير لفتــرة حكم الرئيس، زين محصلة سياســة حكم فردي ونظام شــمولي قام على " العابدين بن علي، التي كانت .) 37 ( " قوة وهيمنة القبضة األمنية والفساد المالي ألفراد األسرة الحاكمة أما بالنســبة للمقابالت الصحفية في التغطية المباشــرة للحدث التونسي، فلم تخرج هي األخرى عن اإلطار العام الذي تم رصده على مستوى التقارير؛ حيث بلغ عدد ضيوف التغطية خمســة ضيوف أغلبهم تونســيون. وتهدف مشاركة هؤالء الضيوف التونسيين إلى معرفة ما يجري على األرض، ورؤيتهم للوضع السياسي ومستقبله بعد ابن علي، في حين جاء الدور الوظيفي للضيوف األجانب الستكشاف رؤية العواصم الدولية األكثر تأثيرًا في السياسة التونسية تجاه تطورات المشهد السياسي. وقد أسهم ذلك أيضًا في انتقال التغطية المباشرة من إطارها اإلخباري إلى إطار تفسيري واضح. وتكشــف هذه األســاليب في تغطية الحدث التونســي أن النموذج اإلخباري لقناة الجزيرة كان محكومًا بالحاجة لتغطية إخبارية تحقق إشــباعات الجمهور التونســي والعربي في معرفة ما يحدث ويجري في هذه اللحظة السياسية المفصلية التي ستؤثر تطوراتها في مســارات التحول السياســي بالبالد. وألن هذا الحدث التاريخي خلَّف

Made with FlippingBook Online newsletter