العدد 2 – يوليو- تموز 2023

317 |

مقدمة أظهــر االندماج العميــق بين تكنولوجيا االتصــال والمعلومات تبلــور بيئة جديدة لالتصال، يمثِّل اإلنترنت وســيطها االتصالي الجديد. وارتبطت هذه البيئة بالوســائط الرقمية، فائقة السرعة والتجدد، والتي أثرت على نحو ظاهر في شتى مناحي الحياة اإلنســانية، وكانت ذات صلــة بالعديد من التحوالت والظواهر السياســية والثقافية واالجتماعيــة المتعــددة في المجتمع. أحد تلك المظاهر الفريدة هو دور الوســائط الحديثــة في تمكيــن أفراد المجتمــع والجماعات واألصوات المهمشــة من إنتاج المعلومات وتوزيعها عبر الشــبكات االجتماعية واســتهالكها، وأيضًا حرية االختيار من بين كل تلك المصادر المتعددة للمعلومات. وقد أفضى ذلك للتســاؤل عما إذا كان كل تلــك الوفــرة قد أحدثت تغييرًا ما في آليات تشــكيل الرأي العام على نحو يتجاوز هندسة التوافق واإلجماع الشعبي واحتكار قيادة الرأي العام تاريخيًّا من قِبَل النخب ووسائل اإلعالم التقليدية. دوامة الصمت في ســياقات البيئة االتصالية " تتمثل أهمية الدراســة* الموســومة بـ في عنصرين: " الجديدة: دراسة في تشكل الرأي العام نحو األزمة السياسية في اليمن األول: توسيع نطاق البحث واالنتقال به من طوري االتصال الشخصي والجماهيري إلى االتصال الشبكي/الفردي، بما يعكس المنظور التكاملي لبيئة االتصال الجديدة. والثاني: نقل محور االهتمام البحثي من دراسة ظاهرة دوامة الصمت في شكلها العام من حيث تحقق حدوثها من عدمه إلى الغوص في عمق الظاهرة في محاولة لتفكيك الخوف من العزلة االجتماعية، " آليات اشــتغالها وإخضاعها لالختبار العلمي، وهما: ). وسيتيح ذلك فهمًا أعمق 1 ( " ومناخ الرأي السائد الذي يطلق حرية التعبير أو يقيدها لمعرفة ما إذا كان قد طرأ تغيير في كفاءة تلك اآلليات نحو انفتاح فضاءات التواصل لمختلف األصوات، أم زيادة ديناميكيتها نحو قمع األصوات المخالفة وإفساد نقاشات الفضــاء العام وإعادة ضبط بوصلــة الرأي العام. ويمثِّل اختيار األزمة اليمنية الراهنة مجا ًل تطبيقيًّا وعينة الختبار نظرية دوامة الصمت؛ إذ تتسم قضاياها بدرجة عالية من حدة الجدل واالختالف، في ظل انقسام االتجاهات والمواقف السياسية اليمنية على . 2011 كل المستويات منذ حراك ما بعد

Made with FlippingBook Online newsletter