العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 338

خاتمة: بيئة جديدة واتصال قديم ســعت الدراسة إلى استكشاف مدى كفاءة اشــتغال آليات دوامة الصمت في سياق البيئة الجديدة لالتصال، تطبيقًا على ثالث من قضايا األزمة اليمنية، تتســم بالطبيعة الخالفية وينقســم المجتمع اليمني بشــأنها، وهي: دور التحالف العربي في اليمن، وشــرعية الرئيس الســابق، عبد ربه منصور هادي، والدعوة لفك ارتباط المحافظات الجنوبية عن دولة الوحدة اليمنية. واســتهدفت الدراســة البحث في عوامل التمكين اإللكتروني التي تقدمها بيئة االتصال الجديدة لعزل عوامل عزلة الفرد، والتعبير عن الرأي دون الحاجة للتوافق مع رأي األغلبية. وعلى الرغم مما توفره بيئة االتصال الجديدة من بدائل وإمكانات للتعبير عن الرأي بحريــة إال أن النتائج تُظهــر تفضيل المبحوثين إبداء آرائهم في قضايا األزمة اليمنية عبر خيارات االتصال التقليدي أكثر من بدائل االتصال االفتراضي. وكانت خيارات المبحوثين األعلى خوفًا من العزلة في البيئة الجديدة لالتصال تتجه نحو استبعاد إبداء الرأي عبر سيناريوهات التعبير المختلفة أو التزام الحياد. كما أشارت النتائج إلى تأثر رغبة التعبير عن الرأي بمدى تطابق اتجاه الرأي الشخصي مع مناخ الرأي العام بغض النظر عن طريقة التعبير والفضاء االتصالي المستخدم. وكان المبحوثون األكثر تطابقًا مع اتجاه الرأي األكثر استعدادًا إلبداء آرائهم نحو قضايا األزمة اليمنية؛ ما يعني أن التطابق مع اتجاه رأي األغلبية في المجتمع يبقى حافزًا لإلفصاح عن الرأي. تذهــب نتائج الدراســة إلى تأكيد أن ما يعوق اإلفصــاح عن الرأي في بيئات النزاع ليــس عدم مقدرة األفراد على الوصول إلى المنابر اإلعالمية وقنوات النشــر، وإنما ذات اآلليات النفسية االجتماعية لدوامة الصمت -كما حددتها إليزابيث نيومان- التي يراعيها األفراد وتدفعهم لممارسة الرقابة الذاتية في تواصلهم باآلخرين. ولئن كانت ظــروف االتصــال قد تغيرت اليوم فإن آليات دوامــة الصمت ال تزال فاعلة في بيئة االتصال الجديدة، وبذلك تكون قد اكتسبت قنوات وظروف اشتغال جديدة. تجــاوزًا ألهمية النتائج العلمية التي توصلت لها الدراســة وصدقيتها فإن األهم في كل ذلك هو ما توفره من زعزعة فكرية وقطع مع األحكام المسبقة والعاطفية حول ما يحتمل أن توفره اإلنترنت وشــبكات التواصــل االجتماعي من قدرة حتمية على

Made with FlippingBook Online newsletter