351 |
إلى تحميل وســائل اإلعالم مســؤولية " إعالميون ضد اإلحباط " ويهــدف مصطلح إيصال المجتمعات إلى اإلحباط في مقابل دورها األساســي الذي يفترض أن تؤديه فــي محاربــة اليأس ومقاومة اإلحباط وغرس األمل بنشــر األخبار التي تســتجيب الحتياجاته السياســية والمعرفية والثقافية، وعدم بيع األكاذيب واألوهام، وأن يُبصِّر اإلعالم المجتمعات بالمخاطر، وأن يســلط الضوء على مواضع الوجع، وأن يشــير إلى مراكز الخلل والقصور في المعالجات السياســية واالجتماعية واالقتصادية وكل " صناعة اإلحباط " ما يتعارض مع تحقيق التنمية. في الســياق نفســه، ورد مصطلح في إشــارة إلى الدور الذي قد تلعبه وســائل اإلعالم في إحباط الشعوب، وتُعد هذه الفكرة تجليًا ألحد أنواع الحروب النفسية لجعل المواطنين ال يثقون في مستقبلهم. ليس جديدًا أن لوسائل االعالم، بما تبثه من محتوى إعالمي، تأثيرًا في الرأي العام الذي تخاطبه. ويُعتبر اإلحباط -بما يُشــكِّله من تأثيرات ســلبية في قدرات المتلقي النفســية وبمــا ينتجه من تشــاؤم وانهزام وانهيار معنــوي وأخالقي في المجتمعات المرصودة- أحد أهم عوارض استخدام وسائل اإلعالم الرقمية المتطورة فيما يسمى الحروب الناعمة، أو حروب الجيل الرابع. علمًا أن اإلعالم بوسائله المتنوعة التقليدية واإللكترونية كان أحد أســلحة الحروب العالمية، وال يزال من األسلحة المستخدمة في الحروب النفسية بين المتصارعين خارج ساحات القتال والمعارك العسكرية. إن مجرد بحث بسيط على اإلنترنت عن الحروب النفسية يسترجع لك عشرات الكتب األجنبيــة والعربيــة عن هذا الموضوع، وبعض هذه الكتب يقدم تفاصيل وأســاليب وأنــواع ونماذج عن هذه الحروب النفســية التي تُســتخدم بهدف زرع اإلحباط في النفوس المدنية والعســكرية في إطار الصراعات الرمزية داخل المجتمعات الواحدة ). من ضمن هذه الحروب يُشــار إلى 8 أو الصراعات والحروب الدولية والحدودية( الحروب النفســية القائمة من خالل وســائل اإلعالم التقليدية والناعمة في الحرب األوكرانية الروســية، حيت تجهد وســائل اإلعالم المنخرطة في الحرب بين هدفين: دَب اإلحبــاط من جهــة، ورفع المعنويات من جهة أخرى، وذلك من خالل ما تبثه من محتوى مدروس السيما في توقيته وكلماته وصوره من خالل التليفزيون والمواقع اإللكترونية على اإلنترنت ومواقع التواصل االجتماعي. وتشــير بعض الموســوعات John F . C المعرفيــة إلى أن المحلل العســكري والمؤرخ البريطانــي، جون فولر (. ) في Psychology warfare )، هو أول من استعمل مصطلح الحرب النفسية ( Fuller
Made with FlippingBook Online newsletter