353 |
ما تنقله فقط، بل بســرعة بثه أيضًا. لذلك نعيش اســتبداد الســرعة. فمن لم يعجل يتخلــف، إن لم يتعثر، ســواء في مجــال الرياضة وتحقيق األرقام القياســية أو في األلعاب التليفزيونية. وحتى أجهزة الكمبيوتر أصبحت تقاس بسرعتها، أي بمقدرتها ). فاإلحباط 12 علــى معالجــة أكبر عدد من العمليات في أقل وحدة زمنيــة ممكنة( يكمــن فــي إيمان الكثيرين بأن تكنولوجيا االتصال ســتوفر المزيد من الوقت الذي يحتــارون في كيفية صرفه، وإذا بها تســحب منهــم الكثير منه. فأصبحوا يعانون من .) 13 ضيقه أو ندرته( - المســتوى الرابع: آمن الكثير من الناس بالخطــاب عن التكنولوجيا الحديثة التي ســتحقق آمال البشــرية في الحرية، حيث يملك الجميع الفرص واإلمكانيات للتعبير الحر وهم على قدم المســاواة؛ فكان إحباطهم على قدر ما آمنوا به. فحرية التعبير أصبحت مهددة أكثر فأكثر باسم الحرية ذاتها من قِبَل الجماعات المتطرفة التي تبث خطاب الكراهية واإلقصاء، ومن قبل مختلف القوى االقتصادية والسياسية؛ فأضحى المواطن المعاصر عرضة للمراقبة اللصيقة أكثر من القرن الماضي. ترصد كل حركاته وسكونه وميوله ومواقفه وحتى ذوقه. كما أن حياته الخاصة أصبحت مستباحة برضاه أو بدونه يعاني فيها من صعوبة التحكم في صورته. - المستوى الخامس: يتفق بعض الباحثين على أن الميديا االجتماعية تشكِّل مصدرًا ). ويُعلِّلون ذلك بأن الناس يبالغون 14 لإلحباط من خالل وصفها بأنها غير اجتماعية( في إظهار سعادتهم عبر مواقع الشبكات االجتماعية، خاصة فيسبوك، من خالل إظهار ســفرياتهم السياحية، وتفوقهم الدراســي، وجمال مقر إقامتهم، وهندامهم، وزينتهم. وال يترددون في نشــر صور وســائط الفيديو عن رفاهية الحياة التي ينعمون بها. كل هذا يجعل الناس يشعرون بالحزن واإلحباط بعد مقارنة وضعهم اليومي بوضع أولئك الذين يفرطون في التعبير عن سعادتهم عبر هذه المواقع. ربما يتسع حجم اإلحباط بامتداد الحقل المرئي للســعادة، ســواء كانت فعلية أو مزعومة، عبر مواقع الشبكات ) ترى أن فهم هذا اإلحباط Libby Copeland االجتماعيــة. فالباحثة ليبــي كوبالند ( إذا أردنا أن نكون سعداء " يقتضي العودة إلى الفيلســوف مونتســكيو الذي يؤكد أنه فقــط؛ فاألمــر يمكن أن يتحقق عاج ًل أو أج ًلً. أما إذا أردنا أن نكون أكثر ســعادة من اآلخرين، فهذا أمر صعب المنال، ألننا نعتقد أن اآلخرين ســعداء أكثر مما هم .) 15 ( " عليه
Made with FlippingBook Online newsletter