| 356
وتنوعت اعتبارًا من منتصف القرن الماضي؛ حيث بدأ الباحثون باستخدام األساليب اإلحصائية لتفحص آثار وســائل اإلعالم في الجماهير، مثل تأثير اإلعالن في سلوك المستهلك، أو آثار المضامين العنيفة على األطفال وسواهم من الشرائح االجتماعية. كما اســتخدم الباحثون تقنيات إحصائية لقياس تأثير اإلعالنات التجارية اإلذاعية في سلوك المستهلك. منذ ذلك الحين، أصبحت اإلحصاءات مكونًا أساسيًّا في البحث اإلعالمي، السيما مع تطور التقنيات الجديدة والقنوات اإلعالمية التي أدت إلى زيادة الحاجة إلى الرؤى المستندة إلى البيانات. إضافة إلى ذلك، أدى تطور التكنولوجيات الجديدة ووســائل اإلعالم واالتصال، مثل التليفزيون واإلنترنت، إلى ظهور أشــكال جديدة من البحوث اإلعالمية التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التحليالت اإلحصائية. وتعاظمت الحاجة أيضًا إلى اإلحصاء في علوم اإلعالم واالتصال في عصر البيانات ) الناتجــة عن منصات الوســائط االجتماعية وخدمات البث Big Data الضخمــة ( والوسائط الرقمية األخرى. وحصرت متغيراتها في البيئة الرقمية في ثالثة متغيرات، :) 23 ) في بداية اســمها( V على األقل، وهي تلك التي تشــترك في الحرف الالتيني ( ) الذي يعنى ضخامة البيانات المتزايدة والتي يصعب، بل يستحيل Volume الحجم ( )، أي تعدُّد أشكال اآلثار والميمات القابلة Variety قياسها دون عُدَّة رقمية. والتنوع ( )، التي تُعد خاصية مســتحدثة حقًّا والمتعلقة Velocity للتحليل العلمي، والســرعة ( ). فلم يوجد ما 24 بإيقاع توليد البيانات وفترة ظهورها في الشاشات قبل أن تختفي( يعادل هذه البيانات في البحوث الكالسيكية، مثل تلك التي دشن بها بول الزارسفيلد ) البحوث اإلعالمية، مستفيدًا من تقنيات استطالع الرأي العام التي Paul Lazarsfeld ( أنجزتها مؤسسة غالوب في ثالثينات القرن الماضي. منح اإلحصاء آفاقًا جديدة للدراســات اإلعالميــة واالتصالية، وأعطى أبعادًا جديدة لمجاالته المعرفية التي لم تعد تشترط كفاءة معينة في هذا المجال المعرفي أو ذاك فقط، بل أصبحت تتطلب كفاءة إحصائية. فالســيماء التي ارتبطت تاريخيًّا بالبحوث الكيفية، استفادت من اإلحصاء لتنتقل إلى البحوث المختلطة؛ فأصبحت تشتغل على ). وبدأ االعتماد على 25 البيانات ذات الدالالت اإلحصائية والسيمائية في آن واحد( اإلحصاء إلنشــاء نماذج اتصالية في البيئة الرقمية، كما هو شــأن الدراسات المتعلقة ). وأسهم 26 بالمؤثرين في مواقع الشــبكات االجتماعية وظاهرة العدوى في الويب(
Made with FlippingBook Online newsletter