العدد 2 – يوليو- تموز 2023

357 |

اإلحصاء في تشــكيل أدوات بحثية، مثل اإلحصاء النصي الذي يتعامل مع الكلمات كأرقــام ليعالجهــا من منظــور تواترها في تيمات محددة، فيجمعها وفق االشــتقاق والترادف في المعاني. وقد ســمح هذا اإلحصاء بقياس الكفاية اللغوية لهذا الشــاعر أو الروائي على سبيل المثال، بل استعمل إلثبات فرضية أن الروائية البريطانية، أغاثا )، أصيبت في آخر حياتها بداء الزهايمر بناء على اإلحصاء Agatha Christie كريستي ( النصــي الــذي أكد تواري بعض الكلمات والنعوت إلى غاية اختفائها نهائيًّا في آخر رواياتها. أمــام االســتخدام المتزايد والدقيــق لإلحصاء في البحــوث االجتماعية واإلعالمية يحتد النقاش حول مدى موضوعية اإلحصاء وحياده في دراســة الظواهر االجتماعية واإلعالمية. ربما المسألة ال تتعلق بحياد أداة القياس في حد ذاتها، بل يرتبط بالسؤال المركــزي: لماذا نقيــس أو نحصي أص ًلً؟ ففي هذا اإلطار تشــير الباحثة دانا بويد ) إلى أنه إذا كانت رهانات اإلحصاء كبرى وهامة، ســتكون البيانات Danah Boyd ( اإلحصائية أقل موضوعية. فاختيار نوع البيانات، وطريقة تصنيفها وعرضها تكشــف .) 27 عن التزامات أيديولوجية واجتماعية وسياسية( ربما يتعلق األمر أيضًا بمســألة ســوء تأويل البيانات اإلحصائية أو عدم تأويلها أص ًل ليــس فــي البحوث االجتماعية واإلعالمية واالتصالية فحســب، بل حتى في العمل الصحفي. فإن كانت وســائل اإلعالم تتعاطى مــع اإلحصائيات كأحداث أو وقائع، فالمفروض أن تقدمها إلى جمهورها بكل دقة وصواب. لكنها مع األسف، ال تفعل ذلــك في العديد من الحاالت. فبعض البحوث اإلعالمية أثبتت أن بعض وســائل اإلعــ م تقدم اإلحصائيات كمادة خام مما يتعســر فهمها على حقيقتها، هذا إن لم تحرفها أو تؤولها بطريق الخطأ، مســتغلة في ذلك عدم امتالك الجمهور نظرة نقدية .) 28 لها( يُدرس اإلحصاء تحت أسماء عدة تحدد مسار استخدامه، وهي: اإلحصاء االجتماعي، واإلحصاء االســتداللي، واإلحصاء العلمي، واإلحصــاء الوصفي، وقد تكون هناك تقســيمات أخرى، ولكن التســميات المذكــورة تُعد األكثر تداو ًل واســتخدامًا في إطــار علــم اإلحصاء. علمًا بــأن المتخصصين يتحدثون عــن نوعين من اإلحصاء: )، واإلحصاء االســتداللي أو التحليلي Descriptive Statistics اإلحصــاء الوصفي ( .) Inferential Statistics أو االستنتاجي (

Made with FlippingBook Online newsletter