العدد 2 – يوليو- تموز 2023

35 |

البشري، وفتحت مجاالت اتصال جديدة لم يكن المرء يحلم بها. لقد أطلق نظام الشــبكة العنكبوتيــة العالمية (اإلنترنت) ثورة نوعية غيَّرت إمكانيات االتصــال الجماهيري، وأدت إلى تطويــر منصات التواصل االجتماعي الحديثة التي غيَّرت نمط االتصال اإلعالمي، ولم تعد مقتصرة على الرســائل المرســلة في اتجاه واحد من القنوات المملوكة للدول أو من المالكين اآلخرين (سواء أكانوا أفرادًا أم مؤسسات) الذين يتوفرون على الوسائل المادية والتقنية. وال مــراء فــي أن اإلنترنــت أتاحت وابتكــرت فرصًا جديدة للتفاعــل بين األفراد والجماعات. فقد شهدت فورة منصات التواصل االجتماعي في العالم تدشين طرق تفاعل جديدة تســمح لألفراد والجماعات بمشاركة المعلومات والتواصل فيما بينهم بشكل جديد كان في الماضي يُتصوَّر أنه بعيد المنال. نظريًّا، تسمح شبكات التواصل االجتماعي للجميع بالتفاعل معها أو مع جمهورها من خالل المشاركة والتعبير، لكن فــي الحقيقــة ثمة عقبات كثيرة أمام مثل هذا التفاعل، فض ًل عن التحذير منه. فعلى الرغم من أن منصات التواصل االجتماعي فتحت آفاقًا جديدة لمشــاركة المعلومات والتواصل بين األفراد، إال أن هناك أيضًا أدلة تشير إلى إمكانية وجود آثار ضارة قد تنجم عن استخدام شبكات التواصل االجتماعي. لقد بات حضور شــبكات التواصل االجتماعي في حياة الناس اليومية واقعًا ال مفر منه؛ إذ يمكن لألفراد والمجموعات، من خالل شبكات التواصل االجتماعي، العثور علــى اآلخرين الذين يمكنهم االرتبــاط بآرائهم وخبراتهم والتفاعل معهم. من جهة أخرى، بإمكان المحتوى، الذي تتم مشاركته على شبكات التواصل االجتماعي، أن يؤدي إلى زيادة نسبة وصول الجمهور وأهمية الرسالة. فنحن على اتصال مستمر من خالل منصات مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وسناب شات، وغيرها. وقد أثبتت هذه المنصات اإلعالمية الجديدة نفسها قنوات قوية للخطاب العام وجزءًا ال يتجزأ من المجال العام، وهو ما سمح بتبادل شامل لألفكار. فــي المقابل، ومع اإلقرار بوجود العديد من الفوائد الســتخدام شــبكات التواصل االجتماعــي، يجــب علينا أيضًا معالجة العواقب المحتملة لإلفراط في اســتخدامها وإساءة استعمالها؛ إذ باإلمكان إساءة استخدام منصات التواصل االجتماعي للتالعب باآلراء عبر نشر معلومات خاطئة وانتقاء مصادر األخبار/الرسائل. وفي هذا السياق،

Made with FlippingBook Online newsletter