العدد 2 – يوليو- تموز 2023

381 |

. بيئة وسائل اإلعالم: الحتمية الرقمية وحتمية التأثير 1 إلى الوسائط " التناظرية " يشــرح المؤلِّف تطور وسائل اإلعالم من الوسائط التقليدية الرقمية من خالل تعريفها ومقارنتها وتبيان التشــابهات واالختالفات بما يوفر إطارًا شام ًل لفهم تطور وسائل اإلعالم وتأثيرها في حياة الناس. وفي هذا السياق، يناقش الفرق الجوهري بين خصائص اإلعالم التناظري واإلعالم الرقمي بالنسبة لقرار النشر (األجنــدة). فاإلعــ م التناظري يتميز بتفاعل محدود مع الجمهور بســبب االعتماد على قنوات اتصال مركزية ومحددة؛ مما يجعل رســائله ثابتة وموحدة. أما اإلعالم الرقمي فيتميز بسهولة االنتقال بين القنوات؛ مما يوفر تفاعالت أكثر مرونة وشخصية للمســتخدمين، ومن ثم تأثيرًا أكبر عليهم. مع زيادة اســتخدام األجهزة الرقمية بين مصنِّعي المحتوى والجمهور، ازداد تأثير هذه الوسائط في حياة الناس بشكل أوسع وأعمق على المستويين المعرفي والسلوكي. مليارات 4 . 4 تشــير اإلحصائيات إلى أن عدد مســتخدمي اإلنترنت في العالــم بلغ مســتخدم، غير أن هذا العدد ســيكون في ازدياد مع ارتباط اإلنترنت في حياة الناس ، وهو مصطلح يشير إلى ارتباط اإلنترنت " إنترنت األشياء " بشــكل أكبر فيما يعرف بـ باألجهــزة الرقمية، والســيارات، واألجهزة المنزلية والمتاجر...إلــخ. وهو ما يزيد المرتبطة باإلنترنت قد " األشــياء " االعتماد على اإلنترنت بشــكل مطرد؛ إذ يُتوقع أن .) 4 مليار شيء( 25 وصلت إلى يترتب على ذلك زيادة تأثير اإلعالم تلقائيًّا في الحياة اليومية لألفراد. ويرى بوتر أن التأثير الذي يمارســه اإلعالم الرقمي في جمهوره يتم دون إدراك واضح من جانب المســتهلكين، ويعــزو هذه الظاهرة إلى العادات اليوميــة لألفراد التي تمنح اإلعالم البرمجة الذاتية " الفرصة للتأثير المستمر في الجمهور من خالل ما أطلق عليه تعبير . ويشير بوتر إلى أن اإلعالم الرقمي يتداخل مع األفكار والمشاعر " ألنماط الســلوك بصورة متواصلة؛ حيث إن بعض هذه التأثيرات يمكن تمييزها وفهمها بسهولة، بينما يتم التأثير األكبر بطريقة غير ملموســة وال شــعورية مكونة بذلك أنماطًا وسلوكيات ال شعورية وتلقائية. يعمل اإلعالم باستمرار على برمجة وإعادة برمجة أنماط التفكير والتصرفات بشكل تلقائي، ومثال ذلك هو التسوق عبر تطبيقات توصيل الطعام؛ حيث تُستخدم تقنيات

Made with FlippingBook Online newsletter