385 |
بوتر األدوات التي يســتخدمها اإلعالن الرقمي للتعرف على الجمهور المســتهدف وإقناعــه بشــراء منتجاته، ومنهــا البحث اإللكترونــي، والتخصيــص اإللكتروني، والمؤثــرون، والتوصيات، وغيرها. ويتفق الكاتب مــع الكثير من األطروحات التي تؤكد قوة وفعالية اإلعالنات التجارية عبر المنصات الرقمية، والتي يمكن القول إنها غيَّرت وجه اإلعالن التجاري بشكل جذري وجوهري. غير أن ما لم يشــر إليه الكاتب بشــكل واضح، هو توظيف شــركات التكنولوجيا، والسيما شبكات التواصل االجتماعي باالعتماد على استخدام الخوارزميات والذكاء االصطناعي، في عمليات التسويق الرقمي، وخصوصًا في التوصية باإلعالنات. وعلى الرغــم من أن اســتخدام هذه الخوارزميات يمكــن أن يكون فعَّا ًل في الوصول إلى الجماهير المســتهدفة وزيادة نســبة النجاح في اإلعالن، فإنه يثير القلق بشأن مسألة الخصوصية. فمثل هذه القضية لها أبعاد أخالقية وتطرح أسئلة مهمة للغاية البد من اإلجابة عنها وضمان سالمة بيانات المستخدمين وعدم اختراق القوانين. Shoshana تطرَّق إلى هذه المسألة باحثون آخرون، كما جاء في كتاب شوشانا زوبوف ( العصر الرأسمالي للمراقبة: النضال من أجل مستقبل إنساني على الحدود " :) Zuboff ) الذي يتناول استخدام منصات التواصل االجتماعي للبيانات 13 ( " الجديدة للســلطة الشخصية وتأثير ذلك في الخصوصية والديمقراطية. وهذه المخاوف أثيرت بشكل أكبر التي كشفت استخدام بيانات المستخدمين " كامبريدج أناليتيكا " بعد ما عُرف بفضيحة في الشــبكات االجتماعية، مثل فيســبوك، لتصميم إعالنات سياسية تستهدف توجيه . 2016 الناخبين بشكل محدد والتأثير في االنتخابات األميركية عام ثالثًا: التعرض للمحتوى الترفيهي في اإلعالم الرقمي يجــادل األكاديمــي بوتر بأن التعرض للمحتوى الترفيهي يمثِّــل نمطًا مماث ًل للتأثير الناتــج عــن التعرض للمحتوى الترفيهي في وســائل اإلعالم التناظريــة، معتبرًا أن الوســائط الرقمية لم تغير جوهريًّا طريقة ســرد القصص لكن الوسائط الرقمية تتمتع بخصائص أكثر مرونة بالنسبة للمستخدمين والمنتجين؛ فقد تميزت الوسائل الرقمية بتقديم خيارات أوسع للمستخدم من حيث التنوع في المحتوى وفي اختيار األوقات التي تناسبه، فض ًل عن توفير تصنيفات للمحتوى ومعلومات تفصيلية عن كل محتوى
Made with FlippingBook Online newsletter