العدد 2 – يوليو- تموز 2023

37 |

أن اســتخدام شــبكات التواصل االجتماعي ال يمكن أن تَنْتُج عنه آثار ســلبية على مجتمعنــا. فباإلضافة إلى زيادة التعرُّض النتهاكات الخصوصية، تُبرهِن التجربة على أن شــبكات التواصل االجتماعي يمكن أن تــؤدي، بل وهي تؤدي فع ًلً، إلى تفاقم المفاهيم الخاطئة ومشــاعر التحيُّز، هذا فض ًل عن انتشــار التَّنمُّر اإللكتروني؛ إذ من خالل إتاحة التواصل والترابط بين الناس، فإن شبكات التواصل االجتماعي غالبًا ما تُوظَّف لنشر الشائعات والتالعب بالرأي العام. على شبكات التواصل االجتماعي إنما هو نوع من " تســامح " إن ما نشــهده اليوم من ذلك التسامح الذي يتجاهل أمورًا مصيرية في الحياة ثم يتحوَّل إلى جاذبية رخيصة دون إيالء االهتمام الكافي لتطوير مناخ حقيقي من التفاعل المتبادل بين المواطنين. فاألولوية هنا تُعطى للتغييرات البنيوية على حســاب األخالق والمهنية، وهو ما قد يؤدي إلى انتشــار ثقافة غير مســؤولة اجتماعيًّا تُهيمن عليها عقلية السوق العشوائية. ونتيجة لذلك يقع الخلط بين قاعدة حرية التفاعل مع الشخص العادي وحرية السعي لتحقيق الكسب المادي أو العاطفي من خالل ذلك التفاعل. ومن المهم، هنا، أن نأخذ القضايا األخالقية التي تنشــأ عند انخراطنا في شــبكات التواصــل االجتماعــي في االعتبار؛ حيث بإمكان هذه الوســائط توفير منصة لبعض األشــخاص الذين ال يكشــفون عن حقيقة هوياتهم لمضايقة اآلخرين وإلحاق العار بهم والتَّنَمُّر عليهم. باإلضافة إلى ذلك، يجب أن ندرك اآلثار النفســية التي قد تنشــأ عن اســتخدامنا لشــبكات التواصل االجتماعي، مثل التَّنَمُّر اإللكتروني؛ إذ يمكن أن يصبح التركيز المهووس بوسائل التواصل االجتماعي إدمانًا. كما يمكنه، أيضًا، إنشاء عالقات إلكترونية-افتراضية على حساب العالقات الحقيقية المباشرة، ومن ثم، إعاقة الناس عن االنخراط في تفاعالت اجتماعية حقيقية بسبب إهمال عالقاتهم في العالم الحقيقي وانفصالهم عن األشخاص الحقيقيين من حولهم. . شبكات التواصل االجتماعي العربية 2 أظهرت الممارســة في العالم العربي أن الصعوبة الحقيقية تكمن فيما يمكن تسميته بدمج التقنيات مع البنية االجتماعية. فاعتماد تقنيات الوسائط االجتماعية يؤدي إلى اعتماد أســلوب عمل جديد وطريقة إنتاج جديدة، بل وحتى محتوى جديد. وعادة

Made with FlippingBook Online newsletter