العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 38

ما يتم اســتيراد هذه التقنيات من بلدان مختلفة ثقافيًّا عنَّا وال تتناســب بالضرورة مع ثقافتنا أو أسلوب حياتنا، وهكذا نُجْبَر على تكييف التقنيات المستوردة مع احتياجاتنا .) 5 وظروفنا( إن شبكات التواصل االجتماعي عبارة عن سيف له حدَّان. فمن ناحية، يمكن لمنصات التواصــل االجتماعي إثــارة قضايا مهمة ووضعها على أجندة نقاشــات المواطنين، ومن ثم التأثير في وعيهم إيجابيًّا. ومن ناحية أخرى، يمكن لتلك المنصات، أيضًا، اإلسهام في تدمير القيم أو اإلنجازات الوطنية. ومن النتائج السلبية الخطيرة الستخدام شبكات التواصل االجتماعي انخفاض مستوى التواصل في المجال العام، مما يقود إلى التخلي عن مناقشــة المسائل الحياتية المهمة، بل وإمكانية تحويلها إلى أمور ال أخالقية وهامشية وقضايا غير مفيدة. أما الجانب السلبي اآلخر لالنغماس في شبكات التواصل االجتماعي، والذي ال يحظى باهتمام كبير من قبل العلماء العرب، فيكمن في إضعاف اللغة العربية بسبب استخدام األحرف الالتينية للكتابة بالعربية. هكذا، يبدو واضحًا أن بإمكان منصات التواصل االجتماعي الجديدة لعب دور مهم في تشــكيل األحداث في العالم العربي. وفي هذا الســياق، فإنه ال شــك في إسهام فيسبوك وتويتر والهواتف المحمولة في سرعة نشر ونقل المعلومات إلى األشخاص الذين ليسوا على اتصال مباشر فيما بينهم بشكل عام. كما يمكن لهذه المنصات أن تُسهِم في زيادة معدالت التنمية، غير أن غياب السياسات والخطط اإلعالمية العربية، التي تربط منصات التواصل االجتماعي بمؤسســات المجتمع األخرى، قد أدى إلى فوضى إعالمية وقصور ثقافي. فاليوم، تتحوَّل المنصات اإلعالمية في العالم العربي إلى مُضَخِّم حقيقي للتعامل مع التحيزات العرقية والدينية الخفية التي ابْتُلِي بها مشهد التواصل االجتماعي في عالمنا العربي. ثمة مشــكلة أخرى في منصات التواصــل االجتماعي العربية، وتتمثَّل في نقص، أو لنقل: عجز المخطِّطين العرب عن وضع خطط وسياسات واضحة تربط بين مختلف المؤسسات االجتماعية واألهداف الكبرى للمجتمع في كلِّيته. في مقابل ذلك، يمكن لمنصات التواصل االجتماعي حقًّا إنتاج نوع من الرسائل والمواضيع التي تحث على ، وتُعد نوعًا من الرســائل والمواضيع النموذجية التي تُطرح " التغيير " أو " التحديــث " وتُناقش على منصات اإلعالم الغربية. غير أن هذه الرســائل والمواضيع غريبة، في

Made with FlippingBook Online newsletter