العدد 2 – يوليو- تموز 2023

41 |

مــن المبادئ والقواعد الثابتة التي من شــأنها أن توجِّــه أداء أنظمة اإلعالم العربية. وينبغي، أيضًا، تحديد توجيه اإلعالم العربي في ضوء تحليل وتحديد الممارســات القائمة وكذلك عبر صياغة مبادئ وقواعد جديدة مناسبة لتحقيق األهداف المرجوة. لقــد عملت منصات التواصل االجتماعي على تحرير عملية االتصال من العديد من القيود التي كانت مفروضة أو تســتخدم للحد من تواصل األفراد والجماعات. ومع ذلــك، تبقــى إمكانية التالعب بهذه المنصات ممكنة، خاصة من طرف من يمتلكون المعرفــة واألدوات التقنية المتطورة. وهنــا يكمن خطر هيمنة البلدان المتقدمة تقنيًّا وماديًّا على البلدان المتأخرة في هذا المجال، فض ًل عن خطر ســيطرة المؤسســات التجارية على الطريقة التي يستهلك بها الجمهور هذه الوسائل، حيث يتم إنتاج الطاقة العقلية الناتجة عن تقنيات الوســائط التفاعلية أو إدارتها من قِبَل الشــركات متعددة الجنسيات التي تتحكَّم في قنوات االتصال في البلدان األقل نموًّا. ال تعمل شبكات التواصل االجتماعي في فراغ، بل في وسط واقع مجتمعي، ولذلك يجب أن يتنزَّل عملها في ســياق المســؤولية االجتماعية واألخالقية للمجتمع الذي توجد فيه، وهذا عامل مهم في تشــكيل الفهم العقلي أو الوعي الذي يتطلبه تشكيل نظــرة المواطن إلى مجتمعه وإلى العالــم. ليس بالضرورة أن يؤدي المحتوى الذي توفره منصات التواصل االجتماعي، مثل الرسائل الثقافية أو الترفيهية أو غيرها، إلى جديد من شــأنه اإلسهام " واقع افتراضي " إدراك الحقيقة ولكنه يشــارك في تشــكيل في تغريب شــبابنا. فبد ًل من تســهيل مشاركة الجمهور العربي في مجتمعاته، نشهد اليوم فرض هيمنة الثقافات األجنبية على قنواتنا التفاعلية ومحتواها إلى اغتراب ذلك الجمهــور. وغالبًا ما يحدث االغتراب من خــ ل طرح محتوى غير مرتبط بالواقع الثقافي العربي، وهو ما يدفع عامة الناس إلى التمرد على قيمهم وأســلوب حياتهم. وهكــذا فــإن بإمكان منصات التواصل االجتماعي لعب دور مؤثر في تشــتيت انتباه الناس عن مشاكلهم المحلية، وتوجيه انتباههم بعيدًا عن قضاياهم االجتماعية والوطنية الحقيقية، ودفعهم نحو التركيز على القضايا األجنبية المستوردة وغير الضرورية. قد نجد المساهمة التأملية في نقاشنا حول شبكات التواصل االجتماعي، فيما طرحه )، عند بحثهما في 6 المفكــران المغربيــان، محمد عابد الجابري وعبد اإللــه بلقزيز( تداعيات تأثير العولمة على العالم العربي.

Made with FlippingBook Online newsletter