| 432
والمصادر الرســمية األميركية، وقدَّمت بعض الصور عن معاناة الشــعب العراقي في عهد النظام العراقي السابق لِتُدَلِّل على ديكتاتورية صدام حسين، وركزت على خطورة امتالك العراق ألسلحة الدمار الشامل. وعند بدء الحرب الميدانية اهتمت المحطات األميركية بتغطية المؤتمرات الصحفية للمسؤولين العسكريين، سواء من قاعدة السيلية في الدوحة أو من البنتاغون. والحقًا عرضت صورًا للجنود األميركيين وهم يُسْتَقْبَلُون بفــرح من قبل العراقيين، وصــورًا للجنود األميركيين وهــم يوزِّعون الحلوى على األطفال. ونق ًل عن مجلة التايم، فإن التغطية على القنوات اإلخبارية األميركية كانت تعنــي تغطية المؤتمرات الصحفية مع الجنود المجروحين في الحرب ومقابالت مع عائالت الجنود األميركيين المشاركين في الحرب، وبذلك عُرِض القليل من مشاهد الدماء. أما التغطية على القنوات العربية واإلسالمية -وضمنها الجزيرة- فكانت تعني عرضًا لجثث الضحايا والكثير من األحداث المأساوية. وقد أظهرت الجزيرة مساوئ النظام العراقي الســابق، وركزت الحقًا على الجانب اإلنســاني من هذه الحرب بعد دخول القوات األميركية إلى بغداد، ومعاناة العراقيين، وبَثَّت صور الضحايا العراقيين الذين قُتِلوا خالل الحرب، وقامت، خالل األســبوع األول من الحرب، بإعادة بَث تغطية التليفزيون العراقي لخطب صدام حسين ولقطات سابقة له. اعتمدت الجزيرة أيضًا في تغطيتها ألحداث العراق على المصادر الرســمية العراقية واألميركية بشــكل متــوازن؛ فقامت ببث المؤتمرات الصحافيــة العراقية ومؤتمرات قوات التحالف من قاعدتها العسكرية، سواء في الدوحة أم في البنتاغون. وقد أكدت الجزيرة بذلك شــرعية وأهمية المصادر العراقية في نقل األخبار بشــكل متســاو مع شــرعية المصادر األميركية والبريطانيــة، دون أن تُقلِّل من المصداقية التي تتمتع بها الجهات العراقية الرســمية، مقابل اعتماد القنوات األميركية على المصادر الرســمية األميركية، ما يوحي بعدم اطمئنان تلك المحطات إلى دقة ومصداقية الجانب العراقي من جهة أخرى، باعتبار " عدوًّا " الرســمي من جهة، واعتبار النظام العراقي الســابق أن الواليــات المتحدة تخوض هذه الحرب جــزءًا من حملتها الدولية للقضاء على اإلرهاب. وترى األطروحة أن تغطية الجزيرة تتفق مع تصوُّرها بأن هذه الحرب ليست بالحرب التحريرية أو حربًا منقِذة للشــعب العراقي، وبذلك عبَّرَت القناة عن قطاع واســع من آراء الشــعب العربي على الرغم من انقســامه في رؤيته لهذه الحرب. وربما يكون
Made with FlippingBook Online newsletter