49 |
مقدمة ما زالت القضية الفلســطينية مدار االهتمام اإلعالمي منذ بداية الصراع الفلســطيني- اإلســرائيلي. وقد شــكَّل إطار الصراع محور قراءات عديدة ومتنوعة، لكن المُالحَظ هو أن أشــكاله قد عرفت تطورًا بدءًا بالمواجهة بالسالح وصو ًل إلى أشكال جديدة ساحتها ليست الواقع المعيش بقدر ما هو الواقع االفتراضي. علــى هذا األســاس ال يُمكن بأي حال من األحــوال تجاهل تأثير ظهور تكنولوجيا االتصال الحديثة التي أحدثت ثورة في تغطية هذا الصراع. وقد أصبحت سرعة تدفُّق المعلومات وانتشارها الواسع عبر شبكات التواصل االجتماعي تجذب انتباه الجمهور الراغــب فــي متابعة األخبار المتعلقة باإلطار موضــوع الحديث، بل إنها ومن جهة مقابلــة لهــذا االنتقال النوعي في التأطير تظهر النتائج على مســتوى التلقي؛ إذ يؤثر استعمال وسائل التواصل االجتماعي على قرارات السياسة المتعلقة بالصراع في ضوء ما يتوافر من المعلومات وتلقي الرأي العام لها. أما على مســتوى األكاديميا، فركزت مجموعة كبيــرة من المؤلفات المتوافرة حول تغطيــة الصراع الفلسطيني-اإلســرائيلي إمــا على مصادر االتصــال التقليدية، مثل: التليفزيــون والراديو والصحف، أو منصات التواصل االجتماعي بما في ذلك منصتا )، لكن وبالرغم مما توافر من معطيات، فإن مسألة العدوان 1 فيسبوك وتويتر وغيرها( الرقمي ظلت قليلة التناول في الدراسات العلمية. إن هــذا الوضع الذي اصطلحنا عليه في هذه الدراســة بالعدوان الرقمي أو الحرب على الســردية الفلســطينية قد نبَّه إليه بعض الباحثين، لكن دون تسمية مباشرة تتعلق بحــذف المحتوى بل بعدم توافــر إمكانية إجراء عمليات بحث عبر محركات بحث محلي. فعلى ســبيل المثال، انتظر الفلســطينيون إلى حدود شهر أغسطس/آب عام )، وهو محرك البحث المحلي Google . ps عندما أطلقت شركة غوغل موقع ( 2009 في فلسطين، مما سمح للفلسطينيين بتلقي نتائج بحث محلية من األراضي الفلسطينية. ، فكان على مستخدمي اإلنترنت الفلسطينيين االنتقال 2009 أما في السابق، أي قبل ) إلجراء عمليات بحث Google . co . il ) أو ( Google . eg ) أو ( Google . jo إلى مواقع (
Made with FlippingBook Online newsletter