51 |
وبالرغم مما قد يبدو من تعاظم في استخدام اإلنترنت، والوسائل المرتبطة بها مثل شــبكات التواصــل االجتماعي، فإنه ال مراء في تقلــص هامش الحقوق والحريات األساســية ذات الصلة باســتخدام هذه الوسائل واإلنترنت بشكل عام. ذلك أن واقع الحال اليوم يشــير بجالء إلى أن عددًا كبيرًا من األشــخاص يســتخدمون اإلنترنت للتواصــل، أو الحصــول على المعلومات، أو االختالط باآلخرين من غير مواطنيهم وبلدانهــم ودون قيد الجغرافيا والمكان، أو حتى لممارســة التجارة واألعمال ذات الطابع الربحي. ومع ذلك كثفت الحكومات، وكل ما يمكن تصنيفه في عداد السلطة، جهودها لتنظيم واقع اإلنترنت، وفي بعض الحاالت قد يصل األمر بما هو في عداد السلطة تقديرًا أو تعيينًا إلى السيطرة الصارمة والكلية على اإلنترنت، وكل ما يرتبط بها من وسائط وأدوات، ومن ثم الحريات التابعة لها والستخدامها. يثيــر هــذا الواقع مالحظة ذات صلة بالخطــاب الواصف للظاهرة أعاله تتجلى فيما رُصــد مــن زيادة في عدد التقارير عن ظواهر مــن قبيل حجب المواقع اإللكترونية، أو إغالقها إغالقًا كليًّا، والتالعب بمحتوى المواد المنشورة في عالقة بموضوع هو مدار رفض من الســلطة، وكذلك شــن حمالت على المدونين واعتقالهم وسجنهم، ومن ثم خرق حرية التعبير والرأي. في هذا السياق، وقصد مزيد إلقاء الضوء على طبيعة هذا التضييق على حرية التعبير أو الحريــة الرقميــة أو الحرية على النت، أو حرية اإلنترنت في خيار ترجمة ممكنة )، بما هي مصطلحات مرادفة لحرية Freedom on the Net للمعــادل اإلنجليــزي ( التعبير وشــكل من أشــكالها الممكنة في عصر الرقمنة هذا، أجرت مؤسسة فريدوم دولة حول العالم، 37 عن حرية اإلنترنت في 2011 هاوس دراســة شــاملة في العام ). وليست هذه 3 بلدًا( 70 بلغ عدد الدول التي كان محورًا للدراسة 2022 وفي العام التقارير ســوى امتداد لتصور ســابق في الزمن؛ إذ تم نشــر نسخة تجريبية سابقة في . " الحرية على النت: تقييم عالمي لإلنترنت والوســائط الرقمية " بعنوان: 2009 العام دولة، وهو ما يعني أن مسائل 15 وقد غطت النسخة األولى إحصائيًّا عينة تتكوَّن من االعتــداء على الحقوق والحريات الرقمية أصبحت في مقدمة مشــكالت األبحاث والدراسات ووجب االنتباه إليها واالهتمام بها باعتبارها ظاهرة قابلة للدراسات بالنظر .) 4 إلى توافر عناصر الطابع اإلشكالي فيها وكذلك مالمحه الدالة عليه(
Made with FlippingBook Online newsletter