العدد 2 – يوليو- تموز 2023

57 |

لتصنيع األجهزة المحمولة المتصلة باإلنترنت كالحواسيب وأجيال الهواتف الذكية. وأدى هذا الواقع إلى فرض واقع آخر تمثَّل في اعتماد هذه الوسائل قنوات للمعرفة، ومنابــر للتصريــح بالرأي وبالكلمة الحرة المبنية على رغبة الشــخص فيما يريد أن يكون. وبهذه الحال أصبح كل فعل تعبيري تواصلي منخرطًا في سياق حرية التعبير، ويوضح ذلك مدى اإلقبال على الوسائط الرقمية؛ إذ بقدر ما يتعاظم اإلقبال تتكاثف الحاجة إلى فضاء حر يُعطي لكل فعل تواصلي معناه ضمن أفق التغيير الرقمي. علــى هذا األســاس ومــن منظور إحصائي، وبالنســبة إلى العديد من األشــخاص حول العالم، يمكن القول: إن وســائل التواصل االجتماعي مثَّلت المصدر الرئيســي % من المواطنين األميركيين على أخبارهم 62 ، حصل 2016 للمعلومــات. ففــي عام .) 11 % من فيسبوك وحده( 44 من وسائل التواصل االجتماعي بنسبة آالف شاب 5 وضمن هذا اإلطار اإلحصائي نفسه ووفقًا لدراسة أجريت على حوالي دولة، فإن شبكات التواصل االجتماعي تجاوزت بالفعل التليفزيون كمصدر 26 من .) 12 رئيسي للمعلومات لدى هذه الفئة( إن هذا التحول المذهل في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من شأنه أن يكون له تأثير على جميع جوانب الحياة، كالتعليم واالقتصاد والسياسة. وقد أدى تطور طرق االتصاالت والحوســبة وتخزين البيانات إلى تغييرات جذرية في مفاهيم الخصوصية والهوية والحقوق والحريات والحدود الوطنية. ولفهم هذا الوضع المتحول واألنساق المتحكمة فيه، يكفي االنتباه على سبيل المثال إلى أن استعمال موقعي تويتر وفيسبوك يجعل من صوت المستخدمين مسموعًا مع الســماح لهم باالتصال بتكلفة أقل، وبخصوصية أكبر والتواصل مع بعضهم البعض بشكل مباشر أكثر من أي وقت مضى. هذا فض ًل عن أن إخفاء الهوية الممكن تقنيًّا، أي باســم بديل عن االسم الشــخصي الحقيقي، على شبكات التواصل االجتماعي، يمكن أن يتيح أكثر من إمكان لممارســة الخصوصية. بينما يعتبره بعض الدارســين خيارًا تقنيًّا حامًل لتناقض داخلي، ويتيح اســتعماالت تجمع في عمقها بين المباح والمحظور من منظور إيتيقي إذا ما افترضنا جدًل أن اســتخدام شــبكات التواصل االجتماعي خاضع إليتيقا ما قبلية يلتزم بها المســتخدم. ولســائل أن يسأل عن هذه

Made with FlippingBook Online newsletter