العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 58

االزدواجيــة، وفــي هذا الصدد يمكــن القول: إن الخيار التقنــي المتمثِّل في إخفاء الهوية يمكن أن يشجع أولئك الذين ينشرون خطاب الكراهية، وكذلك أولئك الذين يحاربون األنظمة االستبدادية دون خوف من االنتقام على نشر خطابه. وفي المحصلة يمكن القول: إن استخدامات شبكات التواصل االجتماعي تنبني على خفايا وممكنات ال يمكن الحسم في أمرها، ولعل ذلك ما يُغري بمزيد متابعة دورها في ظل الصراع الفلسطيني-اإلسرائيلي؛ إذ توفر فرصًا جديدة ألولئك الذين يسعون إلى تعطيل نظام ما من خالل االستفادة من االنفتاح المتأصل في الفضاء السيبراني. كما يمكن أن تُســتغل شــبكات التواصل االجتماعي سالحًا للتجنيد والدعاية. وقد تســتخدم للتأثير في الديمقراطيات والكشف عن تهافتها، وتهافت الروايات الرسمية حولهــا، ونقد عمل المؤسســات، وكذلك إلظهار مدى تدخل الهامش في الشــأن العام وفي حركة فاعلية المركز، هذا فض ًل عن تأطير أحداث الواقع اليومي المعيش إعالميًّا بدرجة تفوق تغطية وســائل اإلعالم التقليدية لها. هذا بشــكل عام، أما في عالقة بموضوع الدراســة فيمكن االفتراض أن إطار الصراع عبر شــبكات التواصل االجتماعي أكثر إشــكالية وأشــد خصوصية مما يؤهله إلى مرتبة المعطى التحليلي. من هذا المنطلق تتســاءل الدراســة -واضعة في اعتبارها البعد اإلشكالي الستخدام شبكات التواصل االجتماعي- عن مظاهر العدوان الرقمي على الفلسطينيين من داخل إطار الصراع؟ أثناء االعتداءات اإلسرائيلية التي استهدفت الفلسطينيين، في حي الشيخ جراح وباب ، نــدد العديد من األصوات 2021 العمود والمســجد األقصى، في شــهر مايو/أيار على المحتوى المؤيد للفلسطينيين عبر شبكات التواصل االجتماعي. في " الرقابة " بـ هذا اإلطار، تعرض موقع فيســبوك، على وجه الخصوص، النتقادات بســبب حذفه العديد من المنشــورات المؤيدة للفلســطينيين دون إبداء أسباب مقنعة. وتحت وسم ، خاض نشــطاء وصحفيون فلسطينيون حملة " فيســبوك يحجب القدس " (هاشــتاغ) ضد عمالق شــبكات التواصل االجتماعي األميركي المتهم بمحو المحتوى المؤيد للفلسطينيين من منصته عبر خوارزمياته. إن إدارات مواقع التواصل لها سلطة رقابية كبيرة على المحتوى المنشور عبر صفحات مستخدميها، وتكتسب في ممارسة هذه الرقابة مشروعية من خالل ما تقرُّه من شروط

Made with FlippingBook Online newsletter