العدد 2 – يوليو- تموز 2023

61 |

فــي قدم الصراع؛ إذ ليــس الغرض رصد االعتداءات عبر الزمن بل النظر في طبيعة االعتداءات وأنماطها. . البنى الحاكمة للعدوان الرقمي وتشكُّل إطار الصارع 3 نالحــظ مــن خــ ل الجدول الســابق، ووفقًا لقــراءة عامة، أن شــبكات التواصل االجتماعــي، وعلــى اختالف منصاتها وأهدافها، تتبع سياســة واحدة مشــتركة في تعاملها مع المحتوى الفلســطيني. ولئن تنوعت هذه السياسة في مضامينها كالحذف )، أو اإلغالق في الحاالت 5 )، أو الحجب في الحالة ( 7 و 6 و 2 و 1 في الحاالت ( )، فإنها جميعًا تدل على عمل إقصائي رافض لكل 9 )، أو اإلبالغ في الحالة ( 4 و 3 ( ما يتعلق بالقضية الفلسطينية في تعد صارخ على حرية التعبير التي أصبحت ذات صلة جوهرية باستخدام اإلنترنت وشبكات التواصل االجتماعي المرتبطة بها. كما تفضح هذه السياسة العدوان الصارخ على كل ما يمكن أن يكشف رواية بديلة ومن منظور آخر مخالفة للروايات الرسمية التي يصدرها المتحكِّمون في الشأن العام. وهنــا، يمكن أن نالحظ أن اإلجــراءات الرقابية المذكورة تبدو أكثر في حدتها وفي ، لكنها شــهدت أشد تجلياتها خالل أحداث الشيخ جراح 2010 منســوبها منذ العام ، حيث عرف الصراع الفلسطيني-اإلسرائيلي نقلة من 2021 والمســجد األقصى سنة حيــث اآلليات واإلســتراتيجيات المُوجِّهة له وفي توازنــات القوى؛ إذ إن المواطن الفلســطيني ليس مطالبًا اليوم بالنزول إلى الشــوارع للتظاهر أو للمواجهة المباشرة، فهو قادر من وراء شاشــة حاســوبه أو هاتفه الذكي على نقل واقعه وتوجيه انتقادات وضربات موجعة من شأنها الكشف عن جرائم الجيش اإلسرائيلي والمستوطنين. فــي هــذا اإلطار، ال ينكر المتخصصون في قراءتهم لتلقي الدفق التعاملي بوســائل التواصــل االجتماعــي أن النظر في توازن القوى بيــن الجهات الحكومية في النظام الدولــي وبيــن من هم في إطار صراع ومواجهة، ســواء أكانت معلنة أو غير معلنة، يتطلب اآلن وأكثر من أي وقت مضى مراعاة القضايا المتعلقة بالفضاء الســيبراني؛ ذلك أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت أداة حيوية للتشغيل السليم لهياكل الدولة والرفيق اليومي لجزء كبير من اإلنسانية مقارنة بالفترات األولى النبعاثها مكونًا من مكونات الواقــع. كمــا أن توازن القــوى هذا لم يكن يومًا لصالح كفــة من يمتلك األدوات

Made with FlippingBook Online newsletter