العدد 2 – يوليو- تموز 2023

85 |

فــرض وصاية توجيهية على المســتخدمين بغرض التأثير علــى قراراتهم، وبخاصة تلك المتعلقة بالشأن السياسي. ثم هناك وظيفة المراقبة، والتي تعني أن خوارزميات اإلنترنــت المنتشــرة في منصــات التواصل االجتماعي، وعــددًا كبيرًا من محركات البحث، تراقب سلوك المستخدمين وتعرف عنهم أكثر مما يعرفون عن أنسفهم. وثمة أيضًا وظيفة التنبؤ والتوقع التي تعني أن الخوارزميات تســتهدف تكوين إســتراتيجية ســلوكية لكل مستخدم يمكن من خاللها التنبؤ بالمحتوى الذي له قدرة على جذب .) 23 ( " اقتصاد االنتباه " االنتباه إلى الدرجة التي أدت لظهور علم جديد يسمى إذن، يبــدو واضحًــا من خالل مصفوفة األهداف الســابقة أن الســلطة االجتماعية للخوارزميات وممارســة هذه الســلطة تتم عن طريق السيطرة على الخطاب وإنتاج الخطاب نفســه، كما الحظ توين فان دايك، أي عبر التحكُّم في ســياقاته، مَن الذي يســتطيع أن يقول أو يكتب عن شــيء ما في موقف ما؟ ومَن الذي لديه منفذ إلى ). من هذا المنطلق، 24 أنــواع الخطاب وأنماطه المختلفة أو إلى وســائل إنتاجــه؟( فإن مســألة تصميم أنظمة الخوارزميات -باعتبارها ممارســة خطابية وتأطيرًا- ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمسألة السلطة والتحكُّم، خاصة في حالة المؤسسات والشركات الكبرى عبــر اإلنترنت، مثلما يرى األكاديمي وأســتاذ دراســات اإلنترنت في جامعة كيرتن )؛ إذ تشكِّل مخرجات الخوارزميات Michele Willson األسترالية، ميشيل ويلسون ( وتُغيِّر أسلوب حياتنا " مصدرًا مُوجِّهًا لســلوك المســتهلك، وتدعم اختيارات معينة، والنظر إليها، فهي تحمل أفعا ًل في بيئات مختلفة وتؤطرها، وتقول لنا ما الذي يمكن ، ألنها مندمجة في مجموعة معقدة " مشاهدته، وتُفَلْتِر وتعالج ما نشاهده عبر اإلنترنت ). وهو ما جعل ويلسون 25 من التفاعالت السياســية والتقنية والثقافية واالجتماعية( ) عبر إنتاج 26 وسلطة تقوم بمَفْهَمَة (من المفهوم) القضايا( " كالة " يعتبر الخوارزميات و الحقائق واألفكار والمقوالت كما لها اإلمكانيات والقدارة على تغيير البنيات الثقافية واالجتماعية والتأثير المباشر في حياة األفراد. ثانيًا: األيديولوجيا والهيمنة الخطابية شكَّل موضوع األيديولوجيا، والخطاب األيديولوجي وأنماطه وإستراتيجيات هيمنته، مجــا ًل الهتمام حقول معرفية مختلفة، الســيما السياســية والفلســفية واالجتماعية واإلثنوغرافية والدراســات السيمائية والثقافية والنقدية (كالتحليل النقدي للخطاب).

Made with FlippingBook Online newsletter