العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 88

في ســياقات اجتماعية تاريخية معينة، على تأسيس عالقات الهيمنة والحفاظ عليها، ولن تكون كذلك إال إذا توافر فيها هذا الشرط، وهو الحفاظ على عالقات الهيمنة. ويتضمــن هذا التعريف ثالثــة أبعاد لأليديولوجيا، أو ًلً: مقولة المعاني (وهي معاني األشكال الرمزية والمتضمنة في السياقات االجتماعية وتروج في العالم االجتماعي)، وثانيًا: مفهوم الهيمنة، وثالثًا: الطرق التي تعمل بها المعاني لتأسيس عالقات الهيمنة .) 38 والحفاظ عليها( ونجد هذا الربط بين األيديولوجيا والهيمنة لدى فاركلوف أيضًا، وذلك عندما يقوم الخطــاب بتحويل منظور واحــد من مجمل المنظورات إلى مزاعم أو منزلة عالمية، الســعي وراء الهيمنة يهدف إلى جعل معان خاصة عالمية في ســبيل تحقيق " كما أن ). ومن هذا 39 ( " الســيطرة وصيانتهــا (حمايتها)، وما هذا ســوى عمل أيديولوجــي المنظور، تكون الهيمنة والســيطرة كذلك خطابية (الهيمنة الخطابية) عبر التحكُّم في سياقات إنتاج الخطاب وتوزيعه والنفاذ إليه، والسيطرة على نمط التواصل وأسلوبه. وهو ما أشــار إليه توين فان دايك أيضًا؛ إذ تؤثر المؤسســات المُهَيْمِنَة -عن طريق النفاذ إلى الخطاب أو السيطرة على وسائل التواصل العام- في بنية النص والحديث بأسلوب يؤثر في معرفة المتلقين ومواقفهم ومعاييرهم وقيمهم وأيديولوجياتهم بحيث تصــب في مصلحة المجموعة المُهَيْمِنَة. لذلــك فإن النفاذ إلى الخطاب واألحداث ). ويتحقق ذلك 40 التواصلية عنصر أساســي في استمرار خطاب الســلطة والهيمنة( أيضًا عبر الســيطرة على اللغة المســتعملة (اللغة الســائدة، أو الفصحى أو العامية)، والســيطرة على أنواع الخطاب المســموح بها، والســيطرة على أنواع أفعال الكالم .) 41 المسموح بها، أو السيطرة على تنظيم مجرى الحديث( يســاعدنا هذا المفهوم (الهيمنة الخطابية) في دراســة أشكال التحكُّم والسيطرة التي تمارســها شــبكات التواصل االجتماعي في الترويج ألحداث تواصلية معينة، ودعم بعــض الخطابات وتعزيز حضورها وتدفُّقها عبر المنصات الرقمية ومن خالل النفاذ التفضيلي، وتقييد حركة أو نشاط إنتاج خطابات أخرى والنفاذ إليها (النفاذ المُقَيَّد). وتســتعين الدراســة أيضًا بالنموذج المعرفي لعالم االجتماع جون تومبســون، كما ورد في دراســته لأليديولوجيا والثقافة المعاصرة، في إبراز األنماط العامة الشــتغال األيديولوجيا في شــبكات التواصــل االجتماعي، والبحث في الطرق التي تعمل بها

Made with FlippingBook Online newsletter