89 |
المعاني لتأســيس عالقات الهيمنة والحفاظ عليها. فقد حدد خمســة أنماط رئيســية لأليديولوجيــا تتمثَّل في: أيديولوجيا الشــرعنة، وأيديولوجيا الحجب، وأيديولوجيا ). وهي أنماط يمكن اإلضافة 42 التوحيد، وأيديولوجيا التفتيت، وأيديولوجيا التشيؤ( إليها بحســب ســياقات الخطاب وهوية المنتجين له، وهو ما ستفصِّله الدراسة أثناء
تحليلها ألنماط الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي. . تمثالت الخطاب األيديولوجي اإلسارئيلي وأنماطه 2
تركز الدراسة في هذا القسم التطبيقي على تحليل الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي الــذي تُنتِجــه بعض الصفحات الرســمية وحســابات بعض الصحفييــن والباحثين اإلســرائيليين على شبكات التواصل االجتماعي، وتحديدًا تويتر وفيسبوك، كما ورد في وحدات العينة بالمقدمة، وتُبْرِز أيضًا الممارســات الخطابية أو إستراتيجيات هذا الخطاب في إنتاج األيديولوجيا. وســتنطلق الدراسة في ذلك من المستويات الثالثة للخطــاب، أو ًل كأصنــاف (طُرق الفعــل) وهي طرق مختلفة فــي الفعل والتفاعل الخطابي، وثانيًا كضروب (طُرق تمثيل) وتعكس العالم المحســوس والممارســات االجتماعية األخرى، وثالثًا كأساليب (طرق كينونة). أوًلً: طرق الفعل في بنية الخطاب يهتم هذا المحور بتحليل بنية الخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي ومحدداته وآليات صوغه، باعتباره خطابًا رمزيًّا (نصوصًا وصورًا) حام ًل لمســلَّمات عن حالة الوضع اإلســرائيلي والفلســطيني الراهن كما تراه الذات اإلسرائيلية المنتجة للخطاب، ولما تعتبــره ممكنًا وضروريًّا، والمعاني المســلم بها التي ال يمكــن تجاوزها أو نقضها في إطار الصراع بين الطرفين، وأيضًا خطابًا حام ًل لرؤى وأطروحات بشــأن جوهر القضية الفلسطينية وكينونة الدولة اإلسرائيلية ومستقبل حل الدولتين. وهنا تَبرُز أهمية البحث في أشكال التلفظ وأساليبه، وخصوصية البناء الرمزي للخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي، الذي ال يتحقق فقط من خالل هذا البعد (الرمزي) وإنما يسعى منتجو هذا الخطاب أن تمثِّل مسلماته المنظور السائد والمهيمن في فهم الصراع، والحفاظ على عالقات الهيمنة في السياقات االجتماعية والسياسية التي ينتج فيها الخطاب، أي الهيمنة الخطابية، كما سنبيِّن الحقًا.
Made with FlippingBook Online newsletter