العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 90

ولذلــك فــإن أهم ما يُثير االهتمام في عينة الخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي على مستوى التلفظ والتركيب المعجمي هو إستراتيجية التسمية أو إستراتيجية العالمة التي يُوسَم بها األشخاص وتُدْمَغ بواسطتها التنظيميات والهيئات والمؤسسات الفلسطينية؛ Melvin إذ تصبح هذه العالمة -كما أوضح مؤسســا نظرية االعتماد ملفين ديفلير ( معنى " أو " صفة كبرى " -) Sandra Ball - Rokeach ) وساندرا بول-روكيتش ( Defleur لمن يُوصف بها، وتُحدد كيف يتصرف اآلخرون تجاهه. ويظل هذا المعنى أو " عامًّا .) 43 التصنيف مرشدًا لسلوكهم نحو الشخص الذي يحمل هذه الصفات أو العالمات( التي " اإلرهاب " ومن أكثر التسميات أو العالمات التي وردت في هذا الخطاب تسمية تُطلق على الذات الفلسطينية/اآلخر، في أي موقع أو فئة اجتماعية، سواء كان مسلحًا أو مدنيًّا أو مســؤو ًل سياســيًّا أو إعالميًّا أو مؤسسة اجتماعية أو حركة سياسية. وال يستثني هذا التصنيف (المعنى) أيضًا األسرى الفلسطينيين داخل السجون اإلسرائيلية، . وقد يستخدم هذا الخطاب بدي ًل " إرهابيين " الذين يعتبرهم منتج الخطاب اإلسرائيلي . ولذلك يستغرق " المخربون، والتخريب الفلســطيني " تســمية " اإلرهاب " عن عالمة هذا الوَسْم (العالمة) جميع مكونات المجتمع الفلسطيني في الخطاب األيديولوجي ، ولذلك تكاد هذه التسمية تكون " اإلرهاب واإلرهابيين " اإلسرائيلي، الذي يصفهم بـ محمو ًل أو حدًّا يضاف إلى الموضوع أو مســندًا إليه في أي خطاب يتناول الشــأن .) 1 الفلسطيني (انظر الجدول رقم وال تخلــو الصور والكاريكاتير أيضًا من هــذا المحمول (المحكوم به) الذي يُظهر ، فيَنْسُــب إليه منتج الخطاب كل هذه " مخربًا ومجرمًا وقات ًل (إرهابيًّا) " الفلســطيني الصفــات والنعوت التي تالزمه في جميع أنشــطته العســكرية والمدنية/االجتماعية والسياسية واإلعالمية. ولترسيخ هذا المحمول، وحتى يصبح حكمًا ناجزًا (ال رجعة فيه)، يحاول الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي ربط نشاط الذات الفلسطينية بأعمال لتكون نظيرًا ومماث ًل له في الحكم والتصور، وأيضًا إلثارة " الدولة اإلسالمية " تنظيم انتباه الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بوجوب محاربتها (الذات الفلســطينية) كمــا يُحــارَب هذا التنظيم فــي جميع بؤر التوتر ومناطق الصــراع والحروب. وهو محمول يحرض -بحســب المنطوق والمســكوت عنه في الخطاب- على مواجهة الذات الفلســطينية الجتثاثها واقتالع جذورها. وهذا يعني أن الخطاب األيديولوجي اإلســرائيلي يحدد، أو ًلً، فهمه ورؤيته للقضية الفلسطينية وهوية المجتمع الفلسطيني

Made with FlippingBook Online newsletter