العدد 2 – يوليو- تموز 2023

| 96

يلفت االنتباه في الهويات التي يشــكِّلها الخطاب اإلســرائيلي عن الذات اإلسرائيلية شعب " الذي يمتد عبر التاريخ " أرض إسرائيل " هو الكينونة أو الوجود اإلسرائيلي في ، ويستمد شرعيته من البعد الديني/ " يعود إلى أرضه بعد حوالي ألف عام من الشتات العقدي، وفي المقابل يُظهِر هذا الخطاب هوية الذات الفلسطينية بال أرض وبال تاريخ، . " أرض إسرائيل " بل مجموعة بشرية احتلت ولذلك ينظر الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي إلى الفلسطينيين نظرة سلبية؛ إذ ال يمثِّل ، وهو ما ينفي عن الفلسطينيين " عائالت إجرامية " ، و " عصابات وبلطجية " هؤالء سوى هوية (الشعب) الذي يسعى إلى التحرر من االحتالل اإلسرائيلي، واالستقالل وإقامة دولته الفلسطينية. أما الذات اإلســرائيلية فتبدو شــعبًا وجيشًــا يواجهان اإلرهاب والحركات اإلرهابية المرتبطة بمحاور أجنبية (إيران ودول عربية أخرى)، حيث تسعى إسرائيل إلى الدفاع عن مواطنيها والحفاظ على أمنهم واستقرارهم من التهديدات والهجمات الصاروخية الفاشلة التي تقتل الفلسطينيين. وهنا، تبرز الهوية اإلسرائيلية في موقع الضحية التي ال ، بينما تبدو الذات الفلسطينية الطرف " المخربين " و " اإلرهاب " تملك سوى الرد على المعتدي على الوجود اإلسرائيلي، لذلك يمجِّد الخطاب األيديولوجي اإلسرائيلي دور الجيش في الدفاع عن هذا الوجود. ويُشيِّد هذا الخطاب أيضًا هوية للذات الفلسطينية باعتبارها مجموعات تتهافت على تبحث عن رغد الحياة في المهاجر وتخدم " قيادات " المصالح المادية والشخصية، و أجنــدات ومصالح أجنبيــة، وال تربطها أي عالقة بالجهاد أو تحرير األرض والدفاع عن الفلســطينيين، بل إن بعضها كان يخدم ألجل المصالح اإلســرائيلية (العمالة)، بينما تبدو الذات اإلســرائيلية دولة تســعى إلى رفاه مواطنيها والحفاظ على أطفالها من اإلرهاب، وتنعم بالديمقراطية وحقوق اإلنسان. وهو خطاب يحاول تجميل هوية هذه الذات، وإظهار القيم التي تؤمن بها ومظاهر الحياة العامة اإلسرائيلية وسياساتها في صورة مناقضة للوضع الداخلي الفلسطيني الغارق في قتل الفلسطينيين واالقتتال الفصائلي.

Made with FlippingBook Online newsletter