التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

آســيا وأوروبا. فتتغذى بذلك من االقتصــادات العربية الغنية ومن االقتصادات اآلســيوية الصاعدة واألوروبية المتطورة. عالوة على هذه المكاســب، ستكون إســرائيل جزءًا من اإلســتراتيجية األميركية إلفشال إســتراتيجية الصين، الطريق والحزام، التي تعتمد عليها بكين لإلفالت من قبضة الواليات المتحدة وإنشــاء شبكة من الدول التابعة لنفوذها المتزايد. قد تخلط حرب غزة كل هذه الخطط، ألن إسرائيل تكاد تتحول إلى دولة مارقة. فهي تواجه دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، كمــا تواجه عددًا مــن القضايا األخرى بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد اإلنســانية أمام محكمة الجنايات الدولية. وقد أعلنت القيادة اإلسرائيلية رفضها حل الدولتين المجمع عليه دوليًا، وتعهدت بإعادة احتالل غزة وتوسيع النشاط االستيطاني في الضفة الغربية. وإذا نجحت في تنفيذ ما تصرح به، ستتحول على األغلب إلى دولة تمييز عنصري (أبارتايد)، شــبيهة بدولة جنوب إفريقيا تحت حكم األقلية البيضاء. إذا ســارت األمور في هذا االتجاه، سينهار مشروع الممر االقتصادي، ألن بقية الدول لن تحرص على الشراكة مع إسرائيل واالرتباط معها عبر هذا المشروع، وستزداد عزلتها في حال أدانتها محكمة العدل الدولية بارتكاب اإلبادة الجماعية، وعندها ســتكون أميركا قد أخفقت مرتين. األولى: في تكريس إســرائيل حلقة رئيســية وقوة مهيمنة في المنطقة، إذ إنها ســتبقى كيانًا منبوذًا. والثانية: تشكيل بديل ينافس أو يُفشل مشروع الصين اإلستراتيجي، الحزام والطريق. تقارب الطامحين للقيادة لم ترج حرب غزة وضع الواليات المتحدة في الدوائر اإلستراتيجية الثالث فقط، بل ربما تكون قد شــجّعت القوى المركزية المناهضة لها في هذه الدوائر على المزيد من التقارب فيما بينها. فقد أجرت الصين وروســيا وإيران، في مارس/ . " حزام األمن البحري " ، مناورات بحرية في خليج عُمان تحت شعار 2024 آذار وأعلن هذا الثالثي أن المناورات التي تجري في منطقة إســتراتيجية تتوســط ما ، هرمز وباب المندب وملقا، تهدف إلى إنشاء " المضائق الذهبية " يُعرف بثالوث

15

Made with FlippingBook Online newsletter