تداعيات الحرب على الوضع الفلسطيني: المقاومة والتسوية ومصير السلطة
شفيق شقير
مقدمة لم يستطع الفلســطينيون، رغم تعدد الوساطات والمبادرات الوطنية واإلقليمية، وكاد يتسبب 2007 توحيد صفوفهم والتغلب على االنقسام الذي حدث في العام في تشــظي ساحات النضال الفلسطيني. فقد باتت الظروف الخاصة بكل ساحة تحدد أولوياتها الذاتية بعيدًا عن أولويات بقية الساحات ومصالحها. وقد حاولت في العام " ســيف القدس " المقاومة في غزة إعادة توحيد الســاحات أثناء معركة من خالل جمع مختلف مكونات الطيف الفلسطيني على محاور مشتركة 2021 " طوفان األقصى " أبرزها المســجد األقصى وملف األســرى. ثم جاءت عملية لتشكل حلقة متقدمة في هذا المسار، خاصة مع تسارع وتيرة التهويد في القدس، وتصاعد االعتداءات على الفلسطينيين في الضفة، وتراجع االهتمام الدولي بقضية األسرى. والحرب اإلسرائيلية على غزة " طوفان األقصى " تركز هذه الورقة على تداعيات على الوضع الفلسطيني، وتسلط الضوء على التحوالت التي تشهدها المقاومة، وعلى مســار التســوية والمأزق الذي انتهى إليه، كما تبحث في مستقبل السلطة ومؤسساتها وما يمكن أن تؤول إليه ترتيبات ما بعد الحرب. المقاومة وتحديات البيئة الفلسطينية واإلقليمية ، 2023 ، في الســابع من أكتوبر/تشــرين األول " طوفان األقصى " أعادت عملية القضية الفلســطينية إلى صدارة األحداث وإلى مســارها الطبيعي، كما أعادت " عملية سالم " إلى قلب المشروع الفلسطيني بعد أن كاد يذوب في " المقاومة " فشــلت بعد ثالثين عامًا في اســتعادة الحد األدنى من الحق الفلسطيني. إال أن اســتمرار االنقسام الفلســطيني الذي لم تُطْو صفحته بعد، وتعقيدات الوضعين،
17
Made with FlippingBook Online newsletter