التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

إلى سياقات أخرى، ذلك " الطوفان " العربي واإلقليمي، قد يدفع بتداعيات عملية ليس هو السائد في الوقت الراهن لدى السلطة الفلسطينية " المقاومة " أن مشروع أو منظمة التحرير أو حركة فتح، كما أن البيئة العربية واإلسالمية والدولية، التي تقودها أولويات وتقديرات مختلفة، ال تبدو حاضنة لهذا المشروع. في الســياق الفلســطيني، ورغم توحد فصائل المقاومة في غزة، ال تزال حماس تلقى معارضة من السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، الذي يتولى في الوقت ذاته رئاسة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. فهذه المؤسسات مجتمعة ال تتبنى نهج المقاومة العســكرية وال ترى فيها ســبي ًلا لتحرير األرض وإقامــة الدولة. كما تخشــى أن تؤدي الحرب في غــزة إلى انتفاضة أخرى في الضفــة نظرًا لكلفتها الباهظة أمنيًا وسياســيًا. لذلك، امتنعت الســلطة عن تبني أو توفير غطاء سياسي للمقاومة في غزة أو بناء خطاب " طوفان األقصى " عملية وطني جامع لكل الفلسطينيين. على العكس من ذلك، وضعت مسافة بينها وبين حمــاس والمقاومــة عمومًا، وال يبدو أنها ترى فــي هذه الحرب فرصة لتجاوز االنقسام. من جهة أخرى، يشكل سالح المقاومة نقطة خالف جوهرية وسيظل، على األرجح، عقبة تحول دون المضي في مصالحة وطنية حقيقية. يـ ًا، ورغم التعاطف الشــعبي الواســع مع المقاومة، إال أنهــا تفتقد الدعم � عرب الرســمي ألسباب سياســية وأيديولوجية. حتى وإن حظيت بتفهم بعض الدول العربية، فإن دوًلا أخرى تعتبرها خصمًا ونموذجًا يهدد اســتقرارها، خاصة بعد أحــداث الربيع العربي. فحركة حمــاس، التي تقود المقاومة في غزة، جزء من تيار اإلسالم السياســي ومن حركته التي لعبت دورًا أساسيًا أثناء الربيع العربي، وأي انتصــار لحماس، مهما كان صغيرًا، من شــأنه أن ينعكس نهوضًا آخر في الحالة اإلسالمية. خالفًا للموقف العربي الرسمي، تتلقى المقاومة الفلسطينية، السيما حركتا حماس محور " والجهاد اإلسالمي، دعمًا ماديًا وسياســيًا من إيران وإسنادًا عسكريًا من الــذي تقوده. ولم تَحُل بعض الخالفــات بين الطرفين بما في ذلك " المقاومــة الخالف في الموقف من الثورة السورية، دون استمرار هذا الدعم. ورغم تأكيد طهران عدم علمها المسبق بعملية السابع من أكتوبر/تشرين األول، وأنها فوجئت إسنادًا للمقاومة في " المحور " كما فوجئ حزب الله في لبنان، تحركت جبهات

18

Made with FlippingBook Online newsletter