التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

وحدة " غزة. وقد أعاد هذا التساند في عمل المقاومة فتح النقاش حول مفهوم الذي يربط بين الساحة الفلسطينية وبقية الساحات في كل من لبنان " الساحات والعراق وسوريا واليمن. بين الخذالن العربي الرســمي واإلســناد المتفاوت الذي تقدمه بقية الجبهات، تبقى أعباء المقاومة في فلسطين ملقاة بشكل شبه كامل على عاتق الفلسطينيين أنفســهم. ولكن الساحات الفلسطينية ذاتها ما زالت تتحرك بانفصال عن بعضها البعض، رغم عدد الضحايا وحجم الدمار والمأســاة اإلنسانية غير المسبوقة في غزة. وقد يتطور الموقف في المستقبل للمزيد من التنسيق بين الساحات وتوحيد جهودها، خاصة أن جميعها بات يميل العتماد الوســائل العســكرية وتطوير ما يملكه من قدرات على هذا الصعيد، كما تشهد على ذلك األحداث المتصاعدة فــي الضفة الغربيــة. ومن الواضح أن تداعيات الحرب اإلســرائيلية على غزة، ستفرض على المقاومة بمختلف فصائلها أن تعيد تعريف نفسها وتجدد أساليب عملها بما ينعكس تغييرًا شامًلا في الوضع الفلسطيني. وما يجري في الضفة الغربية ليس بعيدًا عن هذا التغيير؛ حيث ظهرت مجموعات يـًا للمقاومة � محليــة صغيــرة، مثل كتيبة جنيــن وبالطة وغيرهمــا، بدي ًلا عمل ، بعد أن قيدت الســلطة نشــاط فصائل المقاومة التقليدية وفككت " الفصائلية " البنية التنظيمية والعسكرية ألي عمل ال ينسجم مع توجهاتها. فالحرب اإلســرائيلية على غزة، التي باتت توصف بالنكبة الثانية، بصدد تحويل المقاومة في غزة إلى حالة تحرر وطني تتجاوز كونها حكومة أو سلطة أو حزبًا سياســيًا يحمل أيديولوجيا محددة. بهذا االعتبار، ســيصعب في المستقبل على أي طرف االعتراض على مبدأ المقاومة أو على أساليبها في مواجهة االحتالل، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو غيرها من الساحات. السلطة وما بقي من مسار التسوية رغم المأزق الذي انتهى إليه اتفاق أوســلو وعملية السالم التي انبنت عليه، ما زالت السلطة الفلسطينية تتحرك في إطاره وتنفذ شروطه من طرف واحد، السيما على مستوى التنسيق األمني مع إسرائيل. لذلك ال تزال تحظى نسبيًا بغطاء دولي

19

Made with FlippingBook Online newsletter