التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

وعربي ودعم مالي وسياسي باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في ظل تراجع ملحوظ في االهتمام بالقضية الفلسطينية عمومًا. فعلى الصعيد العربي، تقدمت على الشأن الفلسطيني أولويات محلية، خاصة مع أحداث الربيع العربي التي شــغلت العديد من الدول بقضاياها الداخلية. وعلى الصعيد العالمي، فقد الصراع العربي-اإلســرائيلي أهميته بعد أن دخل مســارًا . ولكن هذا المسار، بد ًلا من أن ينتهي بحل " للتســوية الســلمية " متفاوَضًا عليه الدولتيــن ومعالجة ملفات القدس واالســتيطان والالجئين، خلق على األرض حقائق جديدة أضعفت الجانب الفلســطيني وســلبت الفلســطينيين المزيد من على تلك " الشــرعية " لتضفي 2020 حقوقهم. ثم جاءت صفقة القرن في العام الحقائق وتدفع بعدد آخر من الدول العربية في مسار التطبيع مع إسرائيل تحت ، مع تجاهل كامل للسلطة الفلسطينية وما بقي من مسار " اتفاقات أبراهام " عنوان أوســلو. لقد جاءت صفقة القرن باألســاس لتثبيت مكاسب إسرائيل من عملية السالم، ومعالجة مخاوف النظام العربي الرســمي مــن تداعيات ثورات الربيع العربي ومن تحوالت البيئة الجيوستراتيجية من حولهم. فكان العنوان األبرز في هذه الصفقة تطبيع العالقات مع إســرائيل والتحالف معها لمواجهة خطر النفوذ اإليراني في المنطقة. ، لتفتح 2023 في هذا الســياق، جاءت عملية الســابع من أكتوبر/تشرين األول النقاش مجددًا حول األفق السياســي للقضية الفلســطينية ومصير السلطة بقيادة الرئيس محمود عباس، المتمسك بأوسلو من ناحية والمتحفظ على صفقة القرن مــن ناحية أخرى. فالنظام العربي، ومن ورائه المجتمع الدولي، ال يزال يعترف بالسلطة القائمة وبقيادتها ومؤسساتها، ولكنه يتطلع إلصالحها أو إعادة بنائها على ضوء التطورات الجارية. أما إســرائيل، التي جنحت أكثر باتجاه اليمين، فتزعم أنه لم يعد لها شــريك فلســطيني في عملية السالم، وال تخفي رغبتها في إزاحة عباس وإعادة ترتيب شؤون السلطة بمقاييس جديدة تخدم مصالحها وتكون أكثر اســتعدادًا لالنخراط في صفقة القرن. فحكومة نتنياهو، األكثر تطرفًا في تاريخ إســرائيل، لم تعد تخفي رفضها لحل الدولتين وتنصلها من استحقاقات السالم ومن كل ما يمليه عليها اتفاق أوسلو. لقد باتت كل مناطق السلطة الفلسطينية،

20

Made with FlippingBook Online newsletter