التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

فالســلطة في شــكلها الحالي عاجزة عن إدارة الضفة وستكون أعجز عن إدارة غــزة قبــل إدخال إصالحات جوهرية على بنيتها وقيادتها. وال يبدو أن الوصاية علــى القطاع، التي يقترحها بعض األطراف، ســتكون ح ّلا لهذا اإلشــكال في ظل رفض الســكان الستبدال وصاية خارجية باالحتالل اإلسرائيلي. ولن يكون بمقدور إســرائيل البقاء طوي ًلا داخل غزة بعد الحرب، فخبرتها التاريخية تجعل عودتها إلدارة شؤون القطاع بشكل مباشر مكلفة وال تقدر على تحمل تبعاتها. خاتمة وما أعقبها من حرب على " طوفان األقصى " دخلت القضية الفلسطينية مع عملية غزة مرحلة جديدة ســواء على صعيد المقاومة وقدراتها أو الســلطة ومؤسساتها أو الحل السياســي وما يتعلق به من مبــادرات. فالمقاومة باتت رقمًا صعبًا في معادلة الصراع مع إسرائيل وال يمكن ألي تسوية أن تتجاوزها سواء على الصعيد الفلســطيني أو العربي أو الدولي. أما الســلطة الفلسطينية فقد تبين عجزها عن مواكبــة هــذه التطورات ولعــب أي دور مؤثر في مواجهــة االحتالل، وأصبح إصالحهــا وإعادة هيكلة منظمة التحرير لتصبح إطــارًا جامعًا يمثل كل الطيف الفلســطيني ضرورة ملحَة. وفي انتظار ما ستسفر عنه الحرب من ترتيبات اليوم التالي، ال يزال سقف التسوية المطروحة والمقبولة دوليًا هو حل الدولتين، مع التي كرَســتها صفقة القرن. في هذا السياق، " الواقعية " اســتمرار بعض اآلليات أبدت عدة دول اســتعدادها لالعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد حتى لو رفضتها إسرائيل. فــي المقابل، لم تعد القضية الفلســطينية قضية عربية وإسالمية فحســب؛ فقد حولتهــا الحرب إلــى قضية عالمية يتعاطــف معها، وينشــط لفائدتها، ويروِج لروايتها، جمهور عالمي متزايد لم يســبق لفلســطين أن حظيت به. ومع مرور الوقت، سيخلق هذا التعاطف وهذه الحركة االحتجاجية العالمية دينامية سياسية ومؤسسية تؤثر في صناعة القرار وتشكل رصيدًا إضافيًا للقضية الفلسطينية.

22

Made with FlippingBook Online newsletter