الحرب على غزة وتداعياتها على إسرائيل
شفيق شقير
مقدمة لتدفع بمخاوف إسرائيل 2023 جاءت أحداث الســابع من أكتوبر/تشرين األول علــى أمنهــا ومســتقبل وجودها في المنطقــة إلى ذروتها. فقــد تحولت تلك المخــاوف، مع ما حدث خالل الســنوات الماضية من تطــورات داخلها وفي باتت تؤطِر خطابهــا وتوجهاتها وتؤثر في " تهديــدات وجودية " محيطهــا، إلى سياســاتها وفي عالقاتها الخارجية. من أبرز تلك المخاوف التي كشــفت عنها ، ما أصبحت تملكه المقاومة الفلسطينية من " طوفان األقصى " ورســختها عملية قدرات عســكرية وتصنيعية واستخباراتية وبنية تحتية عملياتية، السيما مع تطور عالقاتها مع إيران، التي تمثل وجهًا آخر لهذا التهديد اإلستراتيجي. على الصعيد الداخلي، تشــهد إسرائيل انقسامًا مجتمعيًا غير مسبوق، زادته الحرب على غزة عمقًا واتســاعًا ســواء على المستوى السياسي أو الديني. أما عسكريًا، فقد تكبد جيش االحتالل خسائر باهظة، وفشل في تحقيق أهدافه المعلنة، وانهارت قوته الردعية التي بناها خالل العقود الماضية. خارجيًا، تعرضت الرواية اإلســرائيلية إلى تشــكيك لم تشــهده من قبــل، وبدأت صورة الضحيــة تنقلب إلى صورة المعتــدي، خاصــة بعد القضية التي رفعتها جنوب إفريقيــا أمام محكمة العدل الدوليــة بتهمة اإلبادة الجماعية. ومع تزايد الخالفات بين قادة إســرائيل وعدد متزايد من الساســة الغربيين، بما في ذلك داخل الواليات المتحدة، بات الدعم الغربي غير المشروط إلسرائيل محل مساءلة. المقاومة الفلسطينية والتمدد اإليراني ترتكز سياسة إسرائيل، وتحديدًا تحت قيادة بنيامين نتنياهو، على تحييد غزة عن الضفة وتعزيز االنقسام بينهما، مع التركيز على الضفة إلخضاعها وقضم أراضيها وإجهاض حل الدولتين. بدت هذه السياســة أكثر انسجامًا مع اليمين الصهيوني
23
Made with FlippingBook Online newsletter