التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

والدينــي، وهو االتجاه الذي غلب علــى حكومة نتنياهو األخيرة، التي توصف بكونها الحكومة األكثر تطرفًا في تاريخ إســرائيل. وقد شــهدت غزة المحاصرة جوالت من المواجهات كانت تنتهي بتدخل الوسطاء ثم بتهدئة 2007 منذ العام عـ ًا متزايدًا من األجهزة � تنتهــي بوقف إطالق النار، في حين شــهدت الضفة قم األمنية اإلســرائيلية للقضاء على مجموعات المقاومة الجديدة، مثل كتيبة جنين وعرين األســود وكتيبة بالطة وغيرها. وتهدف هذه السياسة إلى المحافظة على جمود الوضع في المنطقة وتعطيل أي مســعى لتحقيق السالم، كما تســعى إلى إبقاء الوضع الفلسطيني على ما هو عليه من انقسام وضعف. وبعد إعالن ما سُمي بصفقة القرن، سعت إسرائيل إلى توسيع مجالها الجغرافي في أرض فلســطين التاريخية بتكثيف االســتيطان والتضييق على الفلســطينيين، وتوســيع مجالها الجيوسياسي في المنطقة بترسيم حدودها مع جيرانها العرب، كما حصل مع لبنان بخصوص الحدود البحرية وســعيها كذلك لترسيم الحدود البرية. بالتوازي مع ذلك، عملت على توســيع نطاق التطبيع مع الدول العربية وفصل هذا المسار عن عملية السالم وعن القضية الفلسطينية واستحقاقاتها. على صعيد أمنها اإلقليمي، تعتبر إســرائيل أن إيران تشــكل التهديد األساسي، بســبب بلوغ برنامجها النووي مســتويات متقدمة، إضافة إلى دعمها العسكري للمقاومة الفلسطينية في غزة. يضاف إلى ذلك، تمدد النفوذ اإليراني في المنطقة، حتى بات على حدودها الشمالية. وهذا النفوذ المتزايد، ترى فيه إسرائيل خطرًا يتجاوز أمنها الخاص، ليشــكل تهديدًا ألمن جيرانها العرب، الذين تربطهم بها . وقد راكمت خطابها األمني والسياسي لتعزيز " مصلحة مشــتركة " في مواجهته لخدمة هذا المنظور والبناء عليه في " اتفاقات أبراهام " مســار التطبيع في ســياق تجاهل تام للفلسطينيين وألي ترتيبات تخص مستقبل القضية الفلسطينية. إال أن جاءت من خارج هذا الســياق وفي تعارض معه لتعيد " طوفان األقصى " عملية القضية الفلسطينية إلى موقعها المركزي، وتعيد إحياء كل الملفات المرتبطة بها مثل الدولة والقدس واالستيطان والالجئين. لهذا، فإن عملية الســابع من أكتوبر/تشــرين األول، بقدر ما فاجأت إســرائيل، فإنها كانت في بعض وجوهها نتيجة طبيعية لسياسات االحتالل، خاصة في ظل

24

Made with FlippingBook Online newsletter