التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

إن أهم ما يشــي به هذا االنقســام وما ينتج عنه من كلفة سياسية واقتصادية، أن إسرائيل ستبقى بعيدة عن االستقرار السياسي والحكومي في الفترة المقبلة، ألن الحرب على غزة بغض النظر عن نتيجتها، ورغم وصفها بالوجودية، لم تستطع توحيد الشــارع اإلســرائيلي، بل أضافت مبررات جديدة لينقســم اإلسرائيليون حولها. فكل اســتطالعات الرأي تظهر تطلع غالبية اإلســرائيليين للخالص من حكومة اليمين المتطرف، وتفضيلها لحكومة أكثر اعتداًلا. جدير بالذكر أن ثمة مخاوف غربية متصاعدة من جنوح المجتمع اإلسرائيلي نحو المزيد من التطرف اليميني بما يعمق االنقسام بين مكوناته ويفاقم من عجز إسرائيل عن تحقيق أمنها والمضي في مسار التطبيع. عالقة إسرائيل مع الغرب وصورتها لدى الرأي العام أثــارت الحرب علــى غزة وما تخللها من إبادة وتجويع للفلســطينيين على يد حكومــة يمينيــة متطرفة تســاؤالت عميقة حول مســتقبل العالقــة بين الغرب وإســرائيل. وبدأت الرؤية التي تســود في الغرب، باعتبار إسرائيل الديمقراطية الوحيــدة فــي المنطقــة والدولة التي تمثل امتــدادًا للحضــارة الغربية وقيمها، تتعرض للنقد والمراجعة. ورغم هيمنة الســردية اإلســرائيلية على أروقة الحكم والفكــر والتأثير في الغرب، لقيت غزة تعاطفًا غربيًا شــعبيًا غير معهود، خاصة بين صفوف األجيال الشــابة. فقد شــهدت الواليات المتحــدة األميركية وعدد من البلدان األوروبية مظاهرات حاشــدة مؤيدة للفلسطينيين ولروايتهم ومناهضة للحرب بصورة غير مســبوقة. كما توسعت دائرة االحتجاجات لتشمل سياسيين وبرلمانيين غربيين، ولم تبق األوســاط الفنية بمنأى عن هذا التوجه. وأضافت الدعــوى التــي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إســرائيل بتهمة اإلبادة الجماعية زخمًا انخرط فيه رجال القانون وناشــطو حقوق اإلنسان والكثير من اإلعالميين والمؤثرين على شبكات التواصل االجتماعي. سياسيًا، عكست استطالعات الرأي األميركية تزايد حجم التعاطف مع غزة خاصة في فئة الشباب؛ ما جعل إدارة الرئيس بايدن تشعر بالقلق من احتمال خسارتها ، بســبب دعمها غير المشروط إلسرائيل 2024 انتخابات نوفمبر/تشــرين الثاني

27

Made with FlippingBook Online newsletter