تحوالت الموقف العربي من القضية الفلسطينية
لقاء مكي
كشــفت الحرب اإلســرائيلية على غزة عن تراجع الفت في الموقف العربي من القضية الفلســطينية. وهذا التراجع ليس مفاجئًا فقد بدأت بوادره منذ ســبعينات القرن الماضي، ثم تالحقت التطورات في ذات االتجاه حتى بات الفلسطينيون يواجهــون االحتالل منفرديــن تمامًا. بعض تلك التطورات حدث داخل البلدان العربية وبعضها يتعلق بالمحيط اإلقليمي والبيئة الجيوسياســية للمنطقة بشــكل عام. وقد مرَت المواقف العربية من القضية الفلســطينية خالل الصراع العربي- عامًا، بثالث مراحل أساسية: 76 اإلسرائيلي، الذي استمر نحو حتى 1948 - مرحلة الصراع الشامل: امتدت تلك المرحلة منذ النكبة في العام ، وشهدت ثالث حروب كبيرة شاركت فيها، إلى جانب الفلسطينيين، 1977 العام عدة جيوش عربية أبرزها جيوش مصر وسوريا والعراق واألردن. وشهدت تلك المرحلة فعالية سياســية شــعبية ورســمية كان من عناوينها تجريم العالقة مع إسرائيل ورفض التفاوض معها ومقاطعة أنشطتها وأنشطة الشركات والمؤسسات الدولية المتعاونة معها. وكانت القضية الفلسطينية تتمتع بحضور مؤثر في السلوك السياســي العربي، وكان الصراع مع االحتالل يُعرف في المجال العام، سياســيًا وإعالميًا، بالصراع العربي-اإلسرائيلي. - مرحلــة التصدع: بــدأت مع زيارة الرئيس المصري الراحل، أنور الســادات، ، وتدشــينه لمســار تطبيع منفرد 1977 إلى القدس، في نوفمبر/تشــرين الثاني . وبذلك خرجت مصر من دائرة الصراع 1979 انتهــى بتوقيع اتفاقية السالم عام العربي-اإلســرائيلي وفقدت عضويتها في الجامعة العربية. في المقابل، أنشأت كل من ليبيا وســوريا والعراق والجزائر واليمن ومنظمة التحرير الفلســطينية ما بهدف 1977 عـ ُرف حينها بجبهة الصمود والتصدي، التي تأسســت فــي العام � مواجهة المخططات اإلسرائيلية في المنطقة. شهدت مرحلة التصدع تراجعًا حادًا
31
Made with FlippingBook Online newsletter