التقرير الاستراتيجي 2023 - 2024

تســببت هــذه التطورات في تراجــع االهتمام العربي بالقضية الفلســطينية، مع انشــغال دول المنطقة بشــؤونها الداخلية. في األثناء، استمرت خطوط الصدام اإلســتراتيجي بين إيران وجيرانها العرب في التمدد على وقع انقســامات كان ، التي عُرفت بأزمة حصار قطر. 2017 مــن عناوينها األزمة الخليجية في العــام من جهتها، استغلت إسرائيل هذا الوضع اإلقليمي النموذجي كي توسِع نشاطها االســتيطاني، وتواصل إنهاك السلطة الفلسطينية، كما شنّت خمس حروب على ، قبل أن تشــن 2021 ، 2019 ، 2014 ، 2012 ، 2009 - 2008 غــزة خالل األعوام . 2023 حربها األخيرة في أكتوبر/تشرين األول لقد لشهد العقدان األخيران غياب ثالث دول عربية مركزية عن دائرة التأثير في األوضاع العربية، الســيما إزاء القضية الفلسطينية، هي: العراق وسوريا ومصر. وتســبب االستقطاب السياســي واأليديولوجي والطائفي في انقالب األولويات وبروز دعوات للتحالف مع إســرائيل في مواجهة إيران. تجلَى ذلك في مؤتمر نظَمته إدارة الرئيس األميركي الســابق، دونالد ترامــب، في العاصمة البولندية، ، دعا فيه وزير الخارجية آنذاك، مايك بومبيو، 2019 وارســو، في فبراير/شــباط الذي يعزل إســرائيل، وإقامة " االبتعاد عن التفكير التقليدي " دول المنطقة إلى تعاون بين تلك الدول مجتمعة في مواجهة إيران. كان المؤتمر يهدف إلى تأسيس تحالف يضم دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر واألردن وإسرائيل. ، لم يتحقق بسبب تضارب " ناتو عربي " سـ ّمِي إعالميًا بـ � لكن المشــروع، الذي مصالح ورؤى الدول المعنية واختالف مواقفها تجاه إيران. لكن المؤتمر حقق في نهاية المطاف هدفًا جزئيًا بإحداثه اختراقًا نفسيًا من خالل التواصل المباشر الذي هيَأ للمزيد من التطورات في العالقات العربية. ، أعلنت أربع دول عربية بشــكل متتابع عن 2020 فــي النصف الثاني من العام تطبيع عالقاتها مع إسرائيل، هي اإلمارات (أغسطس/آب) والبحرين (سبتمبر/ أيلول) والسودان (أكتوبر/تشرين األول) والمغرب (ديسمبر/كانون األول). وقد جرى هذا التتابع السريع للتطبيع دون عقبات تذكر، سواء على الصعيد الوطني اســتفادت من األجواء النفســية العامة في " المطبِعة " أو العربي. وبدا أن البلدان المنطقة، دون أن تولي أي اعتبار للمبادرة العربية ال من حيث الشــكل وال من

34

Made with FlippingBook Online newsletter