فالمواقف العربية من الحرب توزّعت باألســاس بين الصمت واإلدانة والدعوة لوقف إطالق النار. أما جهود اإلغاثة وجمع المساعدات، فقد اصطدمت بإغالق معبر رفع على الحدود بين مصر والقطاع، ولم تفلح الدول العربية مجتمعة في منع إســرائيل من اســتخدام التجويع سالحًا ضد الفلسطينيين. فقد تبيَن العجز العربي الرسمي حتى عن تطبيق قرارات القمة العربية اإلسالمية االستثنائية التي بشأن كسر الحصار وإدخال 2023 انعقدت في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المساعدات اإلنسانية لسكان غزة. في ســياق اســتمرار التراجع العام للموقف العربي من القضية الفلســطينية من االنخراط الفاعل في مواجهة المشــروع الصهيوني إلى التطبيع مع إسرائيل دون ثمن، برز دور الوســاطة الذي تولته كل من قطر ومصر. فقد انطلقت منذ بداية الحرب جهود الدولتين لرعاية المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية من أجل وقف إطالق النار وتبادل األسرى. ولئن نجحت الجهود القطرية/المصرية/ ، أُطلق 2023 األميركية في التوصل إلى هدنة ألسبوع، في نوفمبر/تشرين الثاني خاللها عشــرات األسرى الفلســطينيين وعدد من أسرى االحتالل، فقد تعثرت المفاوضــات في مرحلة الحقة وتعقدت مســاراتها في ظــل اختالف أولويات األطراف المعنية وتباعد أهدافها. تطبيع التطبيع بغض النظر عن التداعيات الممكنة بسبب الحرب على غزة ونتائجها، فإن قضية الصراع العربي مع إسرائيل هي اليوم ضمن الحدود التالية: - أن فكرة التطبيع تحولت إلى ظاهرة عادية ال تستدعي ردود فعل وال حاالت مع إسرائيل. " تطبيع التطبيع " رفض واسعة، ويبدو أن المنطقة دخلت في مرحلة يؤكد ذلك ما جاء على لســان وزيــر الخارجية األميركي، أنتوني بلينكن، الذي ، بأن معظم الدول العربية 2024 صــرَح خالل مؤتمر ميونخ، في فبراير/شــباط تؤيد تطبيع العالقات مع إسرائيل. - أن قيام عالقات طبيعية كاملة مع إســرائيل بات شــأنًا خاصًا بكل دولة عربية تبعًا لحســاباتها ورؤيتها لمصالحها ولم يعد ذلك من شــأن اإلجماع العربي أو
36
Made with FlippingBook Online newsletter