النفوذ اإليراني في المنطقة: إستراتيجية دفاعية ومظلة لتعدد ساحات المواجهة
فاطمة الصمادي
مقدمة ترتبط مسألة النفوذ اإليراني وآلية تحرك الجمهورية اإلسالمية في المنطقة بالبيئة الجيوســتراتيجية المتغيرة وما تحمله هذه البيئة من تهديدات وتتيحه من فرص. لذلك جاءت اإلســتراتيجية الدفاعية اإليرانية في مراحل مختلفة استجابة لذلك في سعي متواصل لتحويل التهديد إلى فرصة وتجنيب البالد الدخول في مواجهة عسكرية شاملة. يلقي هذا التقرير الضوء على اإلستراتيجية الدفاعية اإليرانية في مراحلها المختلفة في محاولة لفهم اســتجابتها لألوضاع الجديدة التي خلقتها الحرب اإلسرائيلية . فكيف يمكن لهذه اإلســتراتيجية أن " طوفان األقصى " علــى غزة بعد عمليــة تتكيف مع هذا التطور اإلقليمي خاصة مع ما بات يُعرف بتعدد ساحات المواجهة الذي تنخرط فيه إيران بأقدار متفاوتة وأشكال متعددة؟ النفوذ اإلقليمي إليران من الصراع إلى التنافس منذ انتصار الثورة اإلسالمية والسياسة الخارجية اإليرانية تتحرك ضمن مجموعة من الثوابت التي تتجاوز التوجهات السياسية للتيار الذي يصل إلى سدة الرئاسة. ولكــن ذلــك لم يكن ينطبق على إســتراتيجيتها الدفاعية التي جاءت اســتجابة لمجموعة من التحديات اإلقليمية والدولية. فقد كانت الحرب اإليرانية-العراقية التجربة األقســى في بناء ذاكرة جمعية اختبــرت ويالت الحرب، وهي الذاكرة التي لعبت دورًا محوريًا، وما زالت، في الســعي لتجنب تكرار تلك التجربة ما استطاعت إيران إلى ذلك سبي ًلا. وقد تأسس ذلك السعي على وعي إستراتيجي متزايد بضرورة بناء حالة من الردع للحيلولة دون اســتهداف إيران. لذلك، فإن
39
Made with FlippingBook Online newsletter