الدفاعيــة اإليرانية. فعقب انتصار الثورة، عملت الجمهورية اإلسالمية على بناء نموذج خاص من التحالفات اإلقليمية يتكون من شــبكة منظمات مســلحة غير حكومية، وأنشــأت لذلك الغرض وحدة خاصة داخل الحرس الثوري، ســمتها ، وهي الوحدة التي جرى حلُها عقب عملية التفاوض " وحــدة حركات التحرر " التي جرت بشأن الرهائن المحتجزين في مبنى السفارة األميركية في طهران. في فترة الحقة، أعادت إيران صياغة الفكرة األولى بصورة مؤسسية أكثر، فجرى ليضطلع بمهمات الخارج وينظم العالقة 1990 في العام " فيلق القدس " تشكيل جبهة مقاومة " مع شــبكة الحلفاء. وتُعرِف قيادات في الحرس فيلق القدس بأنه قوية في مواجهة الصهيونية وأميركا في المنطقة من البحر المتوســط إلى شرقي . ويرتبط هذا التعريف بتوجهات السياســة الخارجية اإليرانية التي تعتمد " آســيا ، وهو مــا فرضته تجربة الحرب مع العراق " وقف العدو خارج الحدود " مبــدأ خالل ثماني سنوات. تربط األدبيات اإليرانية بين تشــكيل فيلق القدس وتنظيمه والوجود العســكري ألميركا في المنطقة بعد حرب الخليج الثانية. فقد رأت طهران في ذلك الوجود تهديدًا خطيرًا ألمنها واستقرارها. لذلك، وبعد تقييم دقيق للوضع اإلقليمي في الذي يُعد " فيلق القدس " ضوء هذا التهديد، أصدر آية الله خامنئي أمرًا بتشكيل واحدًا من أبرز أمثلة القوة غير المتناظرة. ويعتبر تشــكيل الحرس الثوري جزءًا من العقيدة العسكرية للجمهورية اإلسالمية التي انبثقت من المواجهات المتعاقبة التي شــهدتها الثورة. وترتكز هذه العقيدة على مفهوم الدفاع الفسيفســائي، أي الحرب الشبكية لوحدات صغيرة وفعَالة تعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض. في عملية بناء النفوذ اإلقليمي، تعطي إيران أهمية كبيرة للحرب غير المتناظرة، ألنها ترى فيها القدرة على ردع التهديدات من الخصوم المتفوقين عليها تقليديًا. وشيئًا فشيئًا، كانت إيران تبني منظومة نفوذها ضمن أبعاد متعددة، بعضها يتعلق برؤيتهــا لدورها وســعيها ألن تكــون قوة إقليمية مؤثــرة، وبعضها يتعلق بأمن الدولــة ذاتها، وبعضها يتعلق بهويتها التي تشــكلت عقب انتصار الثورة. وتبعًا لهــذه األبعاد حدثــت النقلة من تقديم الدعم المجــزأ الذي ينطلق من أهداف أيديولوجيــة للحركات اإلسالمية فــي مرحلة مبكرة بعد نجاح الثورة إلى جعل
41
Made with FlippingBook Online newsletter